تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الوعي الذاتي  ( كن واعيا بذاتك) 

د.سعود ساطي السويهري

لا يخفى على الجميع أن لكل فرد سماته وخصائصه التي ينفرد بها عن الآخرين، والتي اكتسبها من خلال مراحل حياته المختلفة، فنجد أناسا يتسمون بالقدرة على إدراك المشاعر خلال المواقف والتحديات والأشخاص، وتَحَمُّل انعكاس المشاعر التي قد تكون سلبية أحيانا، وعلى الوجه الآخر هناك من الأفراد من يكون لديهم قصور في المعالجة المعرفية للانفعالات، وانخفاض في مستوى الوعي الانفعالي؛ وبالتالي تظهر لديهم العديد من المشكلات التي تنعكس على ذواتهم وعلى الآخرين المحيطين في البيئة التي يعيشون فيها، تلك جوهر الفروق بين من يتسم بوعي ذاتي، ويستطيع أن يجابه ويقاوم، وبين من يتصف بانعدام الوعي الذاتي، فيصبح فريسة للصراعات النفسية والانفعالية.

ويعرف الوعي الذاتي بأنه: حالة عقلية ونفسية يدرك فيها الفرد مشاعره وانفعالاته، ويكون واعيا بأسباب هذه الانفعالات، وبمحيطه الخارجي، كما يكون قادرا على اتخاذ قراراته واستثمار إمكانياته، والإنسان العادي حينما يجد نفسه خلال تعاملاته اليومية واعيا لما يدور من حوله، ويكون واعيا بذاته الخاصة ولديه ضبط لذاته، وقادرا على إدارة مجريات الأمور في المحيط الاجتماعي الخاص بالعمل، أو التعاملات مع الأقارب والأصدقاء وغيرهم، ويشعر بنوع من التوافق النفسي والاجتماعي، ويتولد لديه الشعور بالنجاح والكفاءة النفسية والاجتماعية، وعلى النقيض فالفرد غير القادر على ذلك يشعر بالصراعات والإحباطات وخيبة الأمل، وأنه عديم النفع، كما يشعر بأفضلية الغير واستصغار الذات وتدنيها، وفشل تحقيق الذات.

لذا فإن موضوع الوعي الذاتي من الموضوعات ذات الأهمية البالغة في حياة الأفراد، ويؤثر في بناء شخصياتهم، فهو بمثابة مراقبة للنفس، والتعرف على المشاعر الداخلية الذاتية والمشاعر الخارجية الموجهة نحو الآخرين، والنوعان السابقان هما تصنيف للوعي الذاتي، فمكونات الوعي الذاتي تكمن في الوعي الذاتي الخاص الذي يتضمن التركيز على المظاهر الشخصية والخفية للذات، وإذا ما كنت من ذوي الوعي الذاتي الخاص المرتفع فإنك تكون أكثر وعيا بحالتك المزاجية ومشاعرك الداخلية التي تقودك للسلام والأمان الداخلي والطمأنينة الانفعالية. والنوع الثاني من مكونات الوعي الذاتي هو الوعي الذاتي العام الذي يتضمن التركيز على الجانب الاجتماعي، وإذا ما كنت من ذوي الوعي الذاتي العام المرتفع فإنك تكون أكثر إدراكا واهتماما بمظهرك الاجتماعي، وكذلك الانطباعات التي تتمنى وتود أن تتركها لدى الآخرين.

ولنا خير مثال على تمام الوعي الذاتي الخاص والعام في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالرغم من قسوة وصعوبة الأجواء التي نشأت فيها دعوته الشريفة إلا أنه كان صلى الله عليه وسلم على إدراك ووعي تام وإحاطة لما يدور حوله، وبكل مرحلة يمر بها بجميع جوانبها، ويعدّ لها العدة، ويستعد لها ذاتيا واجتماعيا بترتيب خطواتها وتوقيتها.

وبعد التعرف على أنواع الوعي الذاتي ينبغي أن نضع وصفة إرشادية نفسية للأفراد ذوي الضعف في الوعي الذاتي بَنوعَيه على النحو التالي:

– أهمية الوعي الذاتي ودوره في الحياة.

– التعرف على مشاعرك الحقيقية وتفهمها جيدا (اعرف نفسك).

– تقوية جوانب الضعف في الشخصية وبث الثقة بالنفس.

– يقع على كاهل الأسرة الدور الأكبر في هذا الأمر؛ تمهيدا للمجتمع الخارجي.

– التدريب على الوعي الذاتي والاجتماعي من خلال القراءة والاطلاع.

– حضور الدورات التدريبية في هذا المجال مثل السيكودراما، والإرشاد الجماعي.

– أخذ الوقت الكافي للتفكير التروي في اتخاذ القرار.

– اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة كنوع من الخبرة والتجربة التي تقوي وتدعم بناء العلاقات وتضمن نجاحها.

وأخيرا كن واعيا بذاتك واصنع معجزاتك.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights