أيها الصهاينة، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار
خميس بن محمد الهنائي
قال الله سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {المائدة: 51}.
لا يستقيم حال قوم عملوا بالتطبيع أو إقامة علاقة مع الصهاينة والنصارى وهم على عِلم بإقرار العداوة والبغضاء للمسلمين، فكيف بنا أن نقيم معهم علاقات ونعمل بل ونسارع في التقرب معهم ودعوتهم بإقامة علاقات واسعة النطاق ولو بحسن نية وهدف إنساني لأجل حل الخلافات والنزاعات الدولية، وإرساء الاستقرار والأمن والأمان وتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية.
لا تأمن لليهود عامة والصهاينة خاصة، ولو بينك وبينهم اتفاقيات ومعاهدات، فهم قتلة وأهل نهب وخونة، والتاريخ البشري يشهد عليهم منذ بداية الخليقة، وكيف بنا معهم اليوم ونحن في أضعف حال وخوف وهوان مما سبقونا من قوة وشدة وإيمان إلا ما رحم الله.
إن في اتخاذ الصهاينة والنصارى ومن والاهم من الكفرة حلفاء لهم وشركاء في حل قضاياهم القومية والدولية، فقد وقع في الإثم والهلاك، فهؤلاء أهل فساد وخراب ونقض للعهود والمواثيق، لا يطمئن لهم بال، هدفهم تحقيق مصالحهم وممارسة رغباتهم، وهذا عندهم فوق كل اعتبار، لا يرون إلا أنفسهم ولو أكرمتهم وقرّبتهم في أرضك وبين شعبك، فنواياهم الخبيثة مرسومة في أذهانهم، ومخطط أفكارهم يعملوا على تحقيقها ولو طال بهم الزمن، والشاهد اليوم قد تمكنوا في وضع أقدامهم النجسة في جزء كبير من أراضينا الطاهرة، بحجة تحقيق أهداف مشتركة وتبادل الأفكار وحل الخلافات والنزاعات، وقد بدأوا بالفعل في ممارسة وتنفيذ خططهم البعيدة المدى من تحقيق ما يسمى الدولة اليهودية الكبرى، ونحن نعلم بها، وللأسف، فما زلنا في غفلة من أمرها وغير مدركين خطورة وضع السنين القادمة لأجيالنا البريئة.
ما يحدث للعالم العربي والإسلامي اليوم في التعامل مع قضايا العصر وبالأخص القضية الفلسطينية هي في مجملها خدع وتضليل وتنازل صريح، وبالتالي الوصول إلى القضية الفلسطينية إلى الإغلاق ومنها إلى النسيان.
أمة الإسلام، إلى متى نبقى في هذا الوهم والضعف أمام هذه التكتلات العالمية المتصهينة؟ إلى متى نستمر في تقديم التنازلات للغرب على حساب قضايانا العربية والقومية وعقيدتنا الإسلامية؟
لماذا نحن اليوم في أسفل سلّم التقدم والتطور بين الشعوب المعاصرة؟ والعالم الآخر الناهض بفكره وعقيدته بنا يفتك ويدسس لنا الفتن والأفكار الرجعية بين شبابنا، مستخدماً وسائله التقنية الرقمية الحديثة، والحال بنا أمام هذه الموجات الهدامة لقيمنا الدينية والاجتماعية ما زال يستقبل ويمجد، بل يفتخر بما وصلوا إليه دون تحرك منا للاستفادة والعمل بالمثل لأجل تحقيق آمال وتطلعات شعوبنا بين الأمم الناهضة، مستخدمين الموارد الطبيعية العالية القدرة والعقول المبتكرة.
القضية الفلسطينية هي الأولى بين قضايا العالم المختلفة، ونحن معنيين بها كمسلمين وقبل كعرب في تحقيق مصيرها وطرد الغاصبين لأراضيها وعودة شعبها المهاجر وتحقيق السلام الشامل لها.
ماذا تحقق من مكاسب وإنجازات للقضية الفلسطينية منذ نكبتها منذ وعد بلفور إلى الآن؟
سؤال إلى الأمة العربية خاصة والإسلامية عامة:
هل القضية الفلسطينية هي قضيتكم الأولى كما سمعنا وقرأنا بحق الكلمة وصدقها؟
أم أصبحت عندكم مجرد حالة شكلية لا إنسانية أو دينية لا شأن لكم فيها؟
تذكّروا، التاريخ لا يحرم، وستقرأ الأجيال القادمة عنكم وماذا قدمتم للقضية الفلسطينية، وقبل ذلك ماذا ستقولون أمام الله في يوم الحساب والسؤال عن الدين والإسلام ونصرته؟
يصعب علينا بل يحزنا أن نستعرض الأحداث المؤسفة لهذه القضية وما وصلت إليه من المهانة والذل في ظل القيادات التي خانت القضية وعملت على القضاء عليها على حساب تحقيق مصالحهم وسلامة بقاءهم.
في مقالي هذا سأكتب وبكل فخر وعزة وإجلال، وأقول للبواسل الأبطال بمختلف فئاتهم – في غزة – الذين فجّروا العالم في السابع من أكتوبر وضربهم معاقر الصهاينة وتل أبيب العاصمة. أقول:
لا يخيفكم عددهم وعتادهم، فأنتم جنود الله في أرض غزة، أنتم درعها وجدارها الحصين المتين، اصبروا ورابطوا لأجل الدفاع عن القدس وفلسطين، أنتم رمز الأمة، والمحارب الأول لها، تعاونوا وتكاتفوا ولا تتفككوا فتذهب عزيمتكم وتضعف قوتكم، أنتم الأمل لكي يبقى الشرف العربي الحر عالِ المقام والرفعة والعزة وَالنصر والدفاع عن الأمة العربية والإسلامية الطاهرة الحرة.
أنتم اليوم كابوس الصهاينة في ليلهم ونهارهم، ومخيفين ومرعبين لهم في تحركاتهم وسكناتهم حتى يتحقق لكم النصر والتمكين عليهم بإذن الله.
الأيام القادمة ستشهد لكم ذلك، وسيكتب التاريخ أنكم أهل الفخر والقوة، ومنهجاً يُدرّس، ومثالاً للمواقف البطولية.
اللهم أنا نسألك النصر العاجل لغزة، والجنة للشهداء، والصبر والثبات للمرابطين في أرضها.
اللهم أهدِ أمتنا العربية والإسلامية واجمعهم على كلمة الحق، ونصرة الإسلام والمسلمين في كل مكان.