مقال : الشركات الاهلية والعائلية ودورها في التنمية المستدامة
يوسف الحراصي
عرفت المجتمعات المختلفة على مر العصور فكرة الشركة، ففكرة الشركة ليست وليدة العصر الحديث.
إلا أنه نتيجة لتطور المشاريع الاقتصادية التي أصبحت كبيرة وبحاجة إلى رؤوس أموال ضخمة وأمام عجز الأفراد عن القيام بهذه المشاريع الاقتصادية الضخمة وإحجامهم عن تحمل عناء القيام بها كل لوحده ازدادت الحاجة إلى مختلف أنواع الشركات التي أصبحت تلعب دوراً هاماً في الحياة الاقتصادية للمجتمعات الحديثة.
وأصبحت بذلك الأداة المثلى للنهوض الاجتماعي والاقتصادي، بل وتعاظمت هذه الأهمية لدرجة أصبحت معها الكثير من هذه الشركات تتمتع بإمكانيات كبرى لا نجدها إلا عند الدول.
وشكلت هذه الشركات وخاصة التجارية منها قوة اقتصادية هامة ومصدر دخل لإصحابها، وفي هذا المقال سأتحدث عن نوعين فقط من الشركات وهما الشركات الأهلية والشركات العائلية بإعتبارها تهم جميع أفراد البلد.
وقبل أن نخوض في تبيان مساهمات الشركات العائلية أو الأهلية في تنمية الموارد البشرية والاستثمار فيها، ،سوف أتحدث عن ماهية الشركات العائلية والشركات الأهلية ، وعن حجمها الحقيقي في اقتصاديات الدول.
الشركة العائلية كما هو معروف تنسب إلى اسم عائلة، أي إلى اسم شخص واحد، أو إلى لقب العائلة، وقد تكتسب الشركة شهرتها من اسم العائلة، أو العكس؛ فقد تكتسب العائلة شهرتها من شهرة الشركة، وهناك حالات كثيرة تدلل على ذلك.
ومن صفات الشركة العائلية أنها في أغلب الحالات شركة مغلقة على مُلاكها فقط ، أما الشركات الأهلية التي تكون بنطاق أوسع تشمل على أفراد القرية ممن يرغبون في المساهمة وبالتالي تكوين رأس مال قادر على الدخول في قطاعات التجارة المختلفة ، ومن صفات الشركات الأهلية تكون بطرح اكتتاب عام بحيث يتم تحديد سقف أدنى للأسهم وتحديد قيمة السهم الواحد .
وقد شجعت الحكومة الرشيدة ممثلة في وزارة التجارة إقامة الشركات الأهلية حيث فتح المجال لتأسيس شركات أهلية بين عدد معين من الأفراد بحيث يغلب عليها الطابع الأهلي, وكذلك أيدت الحكومة تأسيس شركات أهلية لكل ولاية أو قرية بحيث أن الحكومة سوف تعطي الأولوية لهذا النوع من الشركات من حيث إستغلال خيرات ومقدرات الولاية والقرية حتى يعم النفع للجميع وكذلك لتنشيط الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل للمواطن .
لذلك فالشركات الأهلية تعتبر القلب النابض للقرية والعمود الفقري التي ترتكز علية عملية التنمية وبالتالي لجميع فئات المجتمع الحق في المشاركة في التأسيس وكذلك له الحق في الإستفادة العادلة, ومن الأهداف السامية أيضا توزيع خيرات القرية لجميع المجتمع وبشكل عادل. وقد ظهرت الكثير من الشركات الأهلية والتي ربما سمع بها الكثير منا وحققت نجاحا ملموساً مثل شركة الحمراء الأهلية وشركة بوارق نزوى الأهلية وشركة نخل الأهلية وهناك أمثلة أخرى كثيرة سأذكر منها لشركة عائلية اخبرني بها أحد أصدقائي حيث قاموا بتشكيل شركة عائلية تهتم بقطاع العقار بحيث يتم دفع مبلغ مبدئي من الجميع وهو ما يسمى بمبلغ التأسيس مما يستطيع القائمون على إدارة الشركة شراء أرض سكنية في محافظة مسقط ثم يكون الاتفاق بدفع مبلغ شهري معين بحسب قيمة العقار لمدة ثلاث سنوات أو أكثر ، ويستطرد الحديث عن امتلاكه لعدد من الشقق بسبب هذه الشركة الأهلية.
وهذا المقال ما هو الا وقفه لتشجيع الأهالي إلى الاستفادة من خيرات بلدهم المحيطة بهم في كل مكان مما يحقق استدامة ذاتية لجميع الأفراد وينعكس ذلك على الاقتصاد في الدولة.