2024
Adsense
مقالات صحفية

فرصة أخيرة

إبراهيم اليعقوبي

لحظات سريعة تمر بحياتنا أحياناً؛ يأخذنا بها قطار العمر… رحلة تمضي بنا بعيداً وتتنقل بنا بين محطات عديدة من العمر، بعضها قاسية ومؤلمة، وبعضها جميلة ورائعة. كلها سرعان ما تنتهي وتبقى آثارها القاسية، أثار مؤلمة والجميلة. اثار وذكريات جميلة، ولكن جميعها تختزن في الذاكرة ويبدأ القطار متحركاً يجدد رحلته التي لا تقف حتى ينتهي عمر ذلك الشخص؛ لذلك يجب أن نقف في كل محطة ونسترجع ما فات، ونعطي أمل لإصلاح ما حدث، وفرصة أخيرة لمن أخطأ قد يكون خطأه بلا قصد ونلتمس له العذر؛ فنحن بشر نخطىء ونصيب، وقد يكون من أخطأ نعاتبه.
نعم، ولكن جميل التسامح، جميل مسح الزلة؛ فربما أجبره ذلك الفعل شيء أقوى من إرادته، شيء كتبه الله عليه، ولا يعني من أخطأ قد أرتكب جريمة، ولكن نحن البشر نحمل كل التوقعات الصائبة والخاطئة؛ فمن يبادر بالاعتذار وتصفية الأجواء وتهدئة العواصف وكسر الحواجز وجمع الشمل وتأليف القلوب؛ ليس ضعف منه وإنما هو يحمل الحلم والأناة في صدره، ويداوي القلوب بمحبته، يكبر احترامه وتقديره، ويرفعه الله بتواضعه وتنازله من أجل أن تستمر الأخوة والمحبة والألفة، وتستمر الحياة
بجمال وصفاء الأخلاق وتجديد الثقة، وإعطاء الفرصة لسد الثغرات وغلق المساحات والفجوات التي تفتح باب الفتنة والشقاق بين الأحبة. إنها أعمال لا نود أن نراها في مجتمعنا الذي تغمره المحبة ورسائل السلام والود السائد، لا نريد أن يغرق مجتمعنا في وحل النزاعات والفراق والشقاق ويتبدد كل شيء جميل فعلناه.

لذا، أعطوا أنفسكم لحظة صمت وأمل، وفرصة أخيرة لتراجعوا ما فات وتنسوا كل خلاف، وتزيلوا كل عقبة، وتزيحوا كل عثرة؛ فالطريق طويل، والرحلة بعيدة تحتاج منا صبراً وتحملاً وتضحية، وأحيانا نجازف من أجل أن تكون هناك بصمة محبة، لحظة ود وعاطفة؛ تكسر الجمود والعناد، ومغامرة تقهر كل شيء، وتبهج القلوب المنفطرة؛ فالدنيا جميلة تسع الجميع.

أنها فرصة أخيرة، إصنع المستحيل؛ فاغتنمها، واصفح فأنت الرابح…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights