تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

الخوف والرعب شبيه بالموت البطيء

ناصر بن حمد العبري

في عالمٍ مليءٍ بالصراعات والتوترات، يظل الخوف والرعب من أبرز المشاعر التي تعيشها الشعوب في ظلّ الأزمات. ومع تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، أصبح هذا الخوف ملموساً بشكلٍ خاصّ لدى الكيان الصهيوني، الذي يعيش حالة من القلق المستمر بعد استشهاد البطل المجاهد إسماعيل هنية. إن هذا الحدث لم يكن مجرد نقطة تحوّل في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بل كان بمثابة جرس إنذار للكيان الصهيوني، الذي بدأ يشعر بوطأة الانتقام الإيراني وفصائل المقاومة الشجاعة. والخوف، كما يُعرف في علم النفس، هو استجابة طبيعية للتهديدات. لكنه في حالة الكيان الصهيوني، تحوّل إلى حالة وجودية. فبعد استشهاد هنية، الذي كان رمزاً للمقاومة، بدأت تتعالى الأصوات في صفوف المقاومة، مما زاد من حدّة التوتر في المنطقة. إن الخوف الذي يشعر به الكيان الصهيونيّ ليس مجرد خوف من الهجمات العسكرية، بل هو خوف من فقدان السيطرة، وفقدان الهيبة، وفقدان الأمن الذي طالما تمتع به.

تُعتبر إيران من أبرز الداعمين لفصائل المقاومة الفلسطينية، وقد أكدت مراراً وتكراراً على موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية. بعد استشهاد هنية، زادت التصريحات الإيرانية التي تدعو إلى الانتقام، مما جعل الكيان الصهيوني في حالة من الرعب والتخبّط. إن الانتقام الإيراني لا يقتصر فقط على الدعم العسكري، بل يمتد إلى دعم المقاومة في جميع أشكالها، مما يجعل الكيان الصهيوني في موقف ضعيف.

تُعتبر فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس وحزب الله والجهاد الإسلامي، من القوى الفاعلة في مواجهة الكيان الصهيوني. بعد استشهاد البطل هنية، شهدت هذه الفصائل حالة من الوحدة والتماسك، مما زاد من قوتها. إن هذه الفصائل لا تتردد في استخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مما يزيد من حالة الرعب لدى الكيان الصهيوني.

ويستخدم الكيان الصهيوني الرعب كوسيلة للسيطرة على الفلسطينيين، من خلال الهجمات العسكرية والقمع، يسعى الكيان إلى ترهيب الشعب الفلسطيني وإجباره على الاستسلام. لكن مع تصاعد المقاومة، أصبح هذا الرعب سلاحاً ذو حدّين. فبينما يسعى الكيان الصهيوني إلى نشر الخوف، فإن هذا الخوف يتحوّل إلى دافع للمقاومة.

إن الخوف والرعب اللذان يعيشهما الكيان الصهيوني يمكن تشبيههما بالموت البطيء. فكلما زادت حدّة التوترات والصراعات، كلما زاد الشعور بالقلق وعدم الأمان. إن حالة الخوف المستمرة تؤدي إلى تآكل الثقة بالنظام، وتفكيك الروابط الاجتماعية والسياسية، مما يجعل الكيان الصهيوني يعيش في حالة من عدم الاستقرار.

وفي النهاية، إن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ليس مجرّد صراعٍ عسكريّ، بل هو صراع وجوديّ يتجاوز الحدود التقليدية. إن الخوف والرعب، بدلاً من أن يكونا أدواتٍ للسيطرة، قد يتحولان إلى عوامل تحفيزية للمقاومة والصمود. ومع استمرار الأحداث، يبقى السؤال:
هل سيتمكّن الكيان الصهيوني من التغلب على هذا الخوف، أم أنه سيظل أسيراً له، يعيش في حالة من الموت البطيء؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights