تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

ورحل .. صاحب الأيادِ البيضاء

  ‏راشد بن حميد الراشدي

عندما يرحل الصالحون، تنطفئ وتخبو أنوارٌ ونجوم متلألئة في سنوات حياتنا ومساراتها، فنحن نجتمع برحيل أناس عاشرناهم، فرأينا فيهم أجلّ الصفات وأطيبها، وغرسوا فينا محبة الله ومحبة الناس بصفاء قلوبهم، ونقاء سريرتهم ومعشرهم الطيب الودود، فهُم كالورود في شذاها، وكرياحين الجنان في عطر مجالسهم وفِعال أعمالهم الخالصة.

رحل اليوم عن عالمنا صاحب الأيادِ البيضاء، وصاحب الخير الذي امتدّت صدقاته ومكارمه في معظم المبادرات وجوانب البِرّ داخل ولاية سناو وخارجها، وشهد على ذلك القريب والبعيد، الوالد العزيز سعيد بن حمد بن حمود الراشدي، فهو من أحبّ الناس وأحبه الناس – رحمه الله – فقد كان كريماً متواضعاً ذو ابتسامة دائمة حتى في أيام مرضه، وكان يتّصف بصفات النُّبل والأخلاق السمحة والصفات عالية القدر، فهو ينحدر من أسرة عريقة متجذرة بالخير، من قبيلة الرواشد في ولاية سناو.

رحل كما يرحل الصالحون، وقلوب محبّيه تدعو له بالمغفرة والرضوان ومداد فِعال الخير تسكب أنهارها، فقد كان سنداً لجميع المبادرات، وداعماً لكل المؤسسات الوقفية والخيرية والتي ارتقت بفضل الله وفضل جوده إلى مستويات عالية في خدمة الناس وإعانتهم، وكان في مقدمة القوم دائماً، وأثنى عليه الجميع في جميع صفاته الزاكية.

اليوم يترك أبو هلال بصمته علينا جميعاً لحُسن كرمه ودماثة خُلقه وحُبه لفقراء المسلمين، ولصروح التقوى والعِلم، وليرتقي إلى بارئه آمناً مطمئناً بإذن الله ودعوات المحبين له تشقّ طريقها إلى السماء بالرحمة له ولأهله وأولاده بالصبر والسلون على مصابهم الجلل، فهُم بإذن الله خير خلف لخير سلف، وهذه مدارك الدنيا بين مفقود ومولود.

فاليوم تودّع ولاية سناو أحد روّاد العمل الخيريّ، وصاحب الأيادِ الحانية والقلب الكبير، وقد توشّحت ثوب الحزن لرحيله، ودعوات الخير تحملها الأفئدة بأن تكون خاتمته سعيدة عند ربه، وأن يجزيه الله جنان الخلد بما قدّم، فلقد رحل صاحب الأيادِ البيضاء. ولا نقول إلا ما يقوله الصابرون: (إنا لله وإنا إليه راجعون) اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights