عبدالله بن علي البريدعي
كما هو معروف في مجتمعنا المحليّ بأن الأفلاج هي عبارة عن نظام تقليدي قديم، وهو أحد الروافد الأساسية في ريّ بساتين النخيل والأشجار والمزروعات بمختلف أنواعها، وتتركز في بعض محافظات سلطنة عمان.
وتنقسم الأفلاج إلى عدة أنواع، منها الغيلي والداوودي، والبعض الآخر منبعها من العيون المتدفقة.
وقد برع العمانيون في مجال شقّ وإنشاء الأفلاج، فمنها تكون مساراتها لمسافات بعيدة عبر سلاسل وصخور جبلية حسب طبيعة جغرافيّة المنطقة، ومنها سطحية، وأخرى في عمق الأرض. وفي هذا الجانب أولت الحكومة الرشيدة اهتماماً بالغاً للحفاظ على الأفلاج باعتبارها موارد مائية تسهم في رفد وتنمية القطاع الزراعي في السلطنة، والذي شهد نموّاً وتطوراً ملحوظاً خلال سنوات النهضة المباركة، مع العلم بأن الأفلاج يتم توزيع مياهها على عامة المستفيدين لريّ النخيل والمزروعات الأخرى وفق حصص معينة متعارف عليها محلياً، وهذا يتم بواسطة ما يسمى (اللمد) وهو عبارة عن عمود من الخشب تُغرس على جوانبه أحجار مثبتة في الأرض، وتكون العملية بواسطة ظلّ أشعة الشمس في العمود الخشبي، بحيث يعكس الظل على الأحجار. والصورة توضح اللمد الموجود حالياً ببلدة فلج السعيدي بنيابة الحوقين، والذي من خلاله تتم معرفة حصص الماء لكل مشارك حسب بواد الماء المعروفة لدي الأهالي منذ أزمنة بعيدة٠
لذلك فإن نظام اللمد هو المقياس الحقيقي لكل بادة ماء حسب شراكة الأهالي المستفيدين من مياه الفلج. وعليه، فإنه من الواجب علينا جميعاً المحافظة على هذا الموروث التقليدي من الاندثار، وتعريف الأجيال الصاعدة بأهمية دور اللمد ليظل بمثابة إرثٍ حضاريّ له طابَع مميز٠
