الثلاثاء: 08 أبريل 2025م - العدد رقم 2514
Adsense
مقالات صحفية

مقال: أوقاف التنانير في ولاية الرستاق

علي بن سالم البسامي

بالامس وقد فتحت أغلب التنانير في السلطنة من أجل استخراج اللحم المشوي والذي له طريقة خاصة في إعداده، فهناك من يعمل ليل نهار في خدمة التنور وتنظيمه وقبلها بأيام تهيئة التنور من حيث تنظبفه وإحضار الحطب وتجهيز الأدوات التي تعين على نجاح الشواء.
وهذه العادة الطيبة أصبحت من العرف المتعارف عليه والذي اعتاد الناس ان يقوموا به منذ القدم وهو مستمر حتى يومنا هذا.
وفي ولاية الرستاق نجد بأن للتنانير وقف خاص لكل واحد منها – خاصة القديمة منها – والتي تشكل دخل للتنور حيث يكون ريع ذلك الوقف لصيانة التنور او لجلب بعض الأدوات المصاحبة له.
عليه نجد بأن أوقاف التنانيير في الرستاق هو عبارة عن تنظيم تقليدي عريق لإدارة شؤون تنانيير الشوى ومصدر تمويلها.
ومن مظاهر تنظيم وإدارة التنور هو وجود وكيل للتنور وهو المسؤول والمشرف على خدمته وصيانته..
ومن الأمثلة على ذلك تنور عيني الذي له ارض زراعية مخصصة له ومحصولها وانتاجها يذهب ريعه للتنور..
وتنور المحاضر وله وقف عبارة عن (أثرين من ماء فلج الميسر + أرض زراعية).
وتنور قصرى له وقف أيضاً من أموال وغيرها.
كذلك تنور الرمانية له ارض زراعية وهذه الأرض مصدر تمويل لهذا التنور.
أيضا الوشيل والغشب واغلب مناطق الولاية بها وقف للتنانير من عهد الأجداد الذين كان لهم الفضل في بقاء هذه العادة الأصيلة واستمراريتها، حيث كانوا يسثمرون الوقف بكل دقة في عدة مجالات بما يخدم الصالح العام ليكون مصدر دخل ثابت للشيء الموقف من أجله.
ونظام الوقف هذا يعمل به إلى الآن والحفاظ عليه من قبل الاجيال القادمة هو واجب شرعي.
كذلك نجد بأن بعض التنانير لها اسماء مشهورة مثل تنور المحاضر اسمه تنور ( ابو حصان) وهذا الاسم لم يآتي من فراغ فلا بد من قصة لذلك الاسم، لكن لا تحضرني القصة حاليا.
ولا يفوتنا ان نشير هنا إلى عادة جميلة تميزت بها قرية عيني بولاية الرستاق وهي شواء الصغار او بحسب اللهجة الدارجة ( شواء التتونين) وهي عادة ما زال الأهالي يحافظون عليها ويحرص الصغار على تنفيذها.
إن القيم والعادات العمانية الأصيلة تجري في العماني مجرى الدم في الجسد والتي تعتبر ركنا اساسيا في قيام الحضارة العمانية.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights