الموجات الشرقية، بين التفاؤل والتشاؤم
هلال بن محمد المعمري
صيفٌ استثنائي، حمل في طياته منذ بدايته وحتى كتابة هذا المقال العديد من الموجات الشرقية والأمطار المحلية بشكل يوميّ تقريباً أو شبه يوميّ مع فرص استمرارها حتى الأيام القادمة بمشيئة الله.
غلب التفاؤل العديد من محبّي الطقس وخبراء الأرصاد في عماننا الحبيبة تجاه تلك الموجات الشرقية المحملة بأمطار غزيرة حسب ما توضحه أغلب النماذج العالمية.
وبحكم أن هذه الموجات نادرة، وقد تكون جديدة على طقسنا في السلطنة، فإن المحاكيات العالمية أحسبها واجهت صعوبة في دقة التوقعات، حيث صورت لنا أن كمية هطول الأمطار سوف تكون ربما تاريخية – على طول السواحل الشرقية والشمالية -.
ولكن وعلى الرغم من هطول الأمطار في كل شبر من عمان، إلا أن الموجات الشرقية تصل بكميات أقل من المتوقع – في أماكن توقعها – وعلى الرغم من تفعيل اللجان في المرة الأولى إلا أنها لم تواجه أيّ مشاكل في عملها، وربما القليل منه في الموجة الأخيرة في الباطنة ومسندم بشكل عام.
أمطرت الشرقيتين والداخلية في بادئ الأمر، وغلب التشاؤم مَن كان متلهفاً للمطر وكان مستعداً له في الباطنة والظاهرة والبريمي رغم التحذيرات.
ومن ثَمّ أمطرت الباطنة والظاهرة والبريمي وغلب التشاؤم على من كان في الشرقيتين على الرغم من نصيبهما في الموجات الأولى، إلا أن حُبّ المطر يفوز دائماً.
أما مسقط فقد كانت أقل المحافظات نصيباً من هذه الموجات، ولا نصيب لها من التكونات المحلية، ولكن غلبت على أجوائها برودة رياح المونسون المنعشة.
ولو جمعنا كميات هطول الأمطار في الداخلية ومسندم لوجدناها تاريخية – وهي كانت غير متوقعة.
وبين تفاؤل المحللين الجويين -وأتوجه لهم بالشكر الجزيل- وتشاؤم من لم يهطل المطر الغزير لديهم، أقول لهم: لا لوم على عدم دقة التوقعات، فهي أشياء جديدة وربما استثنائية، وتغير المناخ أضحى واضحاً ولو بشكل بسيط، وهو بحاجه إلى سنوات حتى نتأكد منه، فمثلما كان جونو بوابة لما بعده من حالات مدارية، فربما شاهين بوابة لدخول المونسون للسنوات القادمة، من يدري؟