منعطف آخر…!!
عبير بنت سيف الشبلية
ضرب الكرة بمقدم رجله فتدحرجت..!! هكذا دون شيء ..!! لم يتألم كما لم يؤذي أحدا ..!! والكثير من الأمور التي يعتقد بأنها صحيحة وغير قابلة للتعديل..!!
هكذا ابتدأ اللقاء بينهما منذ آخر موعد في نهاية الشهر الماضي..
هو متشبث برأيه الخاص.. كل شيء على ما يرام .. وفي أحسن حال ..!! على عكس رأي صاحبه المستفز.. والذي يؤكد دائما بأنه؛ صدئ القلب وغطت عليه الذنوب ..!!
أي القرارات بين ولا غبار عليه..؟! ابتسم.. هو لا يحب أن يفرض نفسه أو حتى أن يخسر لهفة دقائق اللقاء المعلق، في أمر لا يستحق ..!! وقد فضل المبادرة بالأحاديث والسؤال بكافة التفاصيل المهمة.. حتى صاحبه بانت ملامحه، وتلونت بالاهتمام واللهفة لمعرفة ما يدور في أعماقه. ولقد أوضح سبب تأخره، وأكد أن زحام الشارع يثير القلق بداخله..!! كما أن الأماكن وكأن مدة صلاحيتها انتهت.. وأعيد تجديدها بثوب مختلف.
لقد لاحظ صاحبه وقد بانت ملامح وجهه بصفو ومودة..!! لم يقصد السوء.. سأله باسما بخبث: “مالي أرى النور يشع من عينيك والابتسامة لا تفارقك ؟! أنت هو بذات الملامح.. ولا تكف عن الانتقاد والتأفف.. ولكن بثوب الفرح وحنين ولهفة ..!! أهناك أمرا ما فاتني؟!”.
ابتسم ثم دار بنظره حول المكان..: “بكل صراحة نحن الاثنين على عهدنا.. ولكل منا منعطفات.. إلا أن حادثة مربكة واجهتني خلال الأيام الماضية.. كادت أن تحرمني صفو العيش وهناءه.. خفت البوح بها وأحرمك لحظة جميلة..
فكان لابد أن أختار راحة لا يكدرها شيء.. أو أن أكون أنانيا لا يفكر إلا بنفسه..!!”.
أثارني الفضول ولكن تراجعت.. تأكدت بأنها صفحة مطوية ولا يريد صاحبي نفض غبار النسيان عن شيء كان مستورا..!! أبتسمنا معا.. وعدنا للفضفضة بفارغ الصبر.. وتبادلنا أطراف الأحاديث والحكايا والضحك.. مع بعض القصص الباهتة.