سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

كيف تستقبلين العيد يا غزّة…؟!

خلفان بن ناصر الرواحي

نعم، كيف تستقبلين العيد يا غزّة العزة، ودماء الشهداء والجرحى لم تجف من أرضك؟!! وكيف تعرف الثكلى أن تعيش العيد وقد فقدت من فقدت؟!! وكيف تكون فرحة الأطفال بفرحة العيد وهم يُتَّم، وبعضهم جرحى يأنون من الفقد والألم والجوع والتعب والهم والخوف والحزن؟! وكيف يكون حال كبار السن الذين يعانون الطغيان والجور، وغصة الندم والحسرة على أمة الإسلام التي نسيت مسجدها الأقصى العظيم، وأغلقت المنافذ الحدودية بيننا وبينكم ونسيت بأن هناك شعبا مناضلا، وكأن الأمر لا يعنيهم للدفاع عنه ولا عن أمة الأبطال التي صبرت على جبروت الصهاينة ومن وراءها؟!!!

فيا للعجب!! كيف نعيش اليوم فرحتنا بعيدنا الأضحى المبارك هذا العام 1445 هـ، وما زالت دولة الشر ومن وقف معهم يبيدون إخواننا في غزة ورفح وطولكرم وحيفا وغيرها الكثير من مناطق دولة فلسطين الأبية الإسلامية والعربية، ونحن ما زلنا ننتظر ونتشبث ببصيص الأمل في عقد صفقة القرن المزعومة التي بدأت منذ سنوات طويلة، وما زالت تمارس الضغوطات على مستوى حكومات العالم العربي والإسلامي لعقد وإبرام اتفاقيات السلام المزيف والتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني المتطرف!!

فكيف يمكن أن يكون حالك يا غزة في عيد الأضحى المبارك وتراق دماء الأبرياء؟!!
بلا شك قلوبنا تشارككم الألم، ونعيش لحظات الشعور بمرارة الحزن ونحن نرى هذه المشاهد المؤلمة، والفواجع التي تتفطر بها النفوس، إلا أننا على يقين بأن قلوبكم أكثر صبرا ورباطا؛ فهي مرتبطة بخالقها، ولستم بحاجة لنا نحن معاشر من يُنسبون للإسلام وللعروبة ولم نحرك ساكنا، ونعلم تمام اليقين بأن الله هو الذي قدر الأمور كلها، وهذا هو قضاؤه، ولكن لماذا هذا الظلم والوهم الذي نعيشه، وبعض قيادات الدول العربية والإسلامية التي ما زالت مستمرة حتى يومنا الحاضر في إلقاء اللوم على المرابطين والمجاهدين الصادقين مع الله عز وجل، وفي المقابل يتوددون إلى دول الشر المساندة لدولة بني صهيون!!!
ليتهم يصمتون؛ فهو خير لهم من أن يتفوهوا بشيء، وليت بعضهم يظهر وجهه الحقيقي المتخفي ولا يتعامل مع القضية بوجهين أحدهما أكذب وأقبح من الآخر!!!

فيا أرض الشهداء والرجال والنساء والأطفال الصابرين، فليكن الله معكم، واحتسبوا الصبر، واعقدوا آمال النصر من الله وحده، فأمة الإسلام ما زالت تعيش في سبات عظيم، وبعضهم ما زال ينتظر السلام المزعوم، وليكن استقبالك عيد الأضحى المبارك استقبال عيد النصر المبين برباط الصبر وعزيمة رجال المقاومة البواسل الصابرين الصامدين.

اللهم لا يأتي يوم عرفة إلا وقد انتصر عبادك المجاهدون فيها، ولا العيد إلا ونصرك المبين لأهلنا في غزّة وكل أرض فلسطين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights