تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

استيقظ أيها العالم الإسلامي

بقلم/خوله كامل الكردي.

يوم الثامن من حزيران تم ارتكاب مجزرة مروعة بحق الأبرياء من أهل غزة في مخيم النصيرات، قامت بها قوات الشاباك الإسرائيلي والشرطة وحرس الحدود، إضافة قوات الكوماندوز، وهناك حديث متداول عن مشاركة قوات أمريكية في العملية العسكرية الوحشية التي جرت في النصيرات، نتج عنها سقوط أكثر من مئتي شهيد وأكثر من أربعمائة جريح معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، لأجل استعادة أربعة أسرى من قطاع غزة. بالطبع المذابح لم تبدأ فقط من مخيم النصيرات، لكنها بدأت من أول يوم وضعت فيه بريطانيا الاستعمارية قدمها على أرض فلسطين الطاهرة، بدأت المأساة وبدأ الوجع والقهر والعذاب يشتد على إخوتنا في الدين والدم.

كل يوم نصحوا وننام على قتل وتدمير وتهجير للشعب الفلسطيني، الصمت يخيم على المجتمع الدولي الذي أقصى ما يقوم به الشجب والاستنكار، وما يحزننا هو الموقف الإسلامي المتخاذل عن نصرة إخواننا في غزة، فالوضع ضبابي ولا يشي بأن تحركاً إسلامياً عاجلاً لإنقاذ غزة يلوح في الأفق، إلى درجة أن الإحباط قد تسلل إلى نفوس الملايين من المسلمين من وضعهم المتردي، لا يوجد فيه بصيص أمل ينهي معاناة أهل غزة، مسرى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعرض لأبشع أنواع التدنيس والتغيير الزماني والمكاني، وتوافد مئات المتطرفين اليهود والرقص في ساحاته والمناداة بقتل العرب وشتم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ليس من الآن لكنه منذ عقود، وارتفعت حدته في السنوات القليلة الماضية، لا يوجد أبلغ من تلك الممارسات العنصرية المقززة من موقف حاسم تبديه أمتنا الإسلامية لوقف التعديات الوقحة بحق دماء الفلسطينيين وانتهاك حرمة الأقصى المبارك، وفي هذا السياق يحضرني قول صلاح الدين عندنا سئل لما لا تضحك فقال: ” إنني أستحي من الله أن أضحك ولا يزال الأقصى بيد المعتدين”.

الغفلة والتقاعس هما سيدا الأحداث في وطننا الإسلامي الكبير وللأسف، ومن بين كم السبات الذي أصاب المسلمين والوهن المتجذر بينهم، يخرج صوت العلامة الجليل أحمد الخليلي مفتي سلطنة عُمان ليعطي الأمل أن هناك من يحثون ويستنهضون مروءة المسلمين للدفاع عن فلسطين ومقدساتها ونصرة أهل غزة، وحتى لا نهضم حق الآخرين هناك علماء لا زالوا يتكلمون عن ما يحدث في فلسطين، بكل قوة وإيمان ويقين بنصر الله وأنه سيكشف الغمة وتعود الحقوق لأصحابها، لا يخافون في قول الحق لومة لائم، رافضين الخذلان والهوان أمام مشاهد القتل الإجرامي اليومي بحق أهلنا بغزة والضفة الغربية، وفي هذا المقام نتذكر قول الشاعر:

مات الرجال وقومي في مذلتهم

           لم يبق من الرجال سوى أشباه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights