نعوة الفقيد ناصر بن خميس التمتمي
محمد بن حميد بن عامر الرحبي
تأسياً بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“اذكروا محاسن موتاكم …” فإنني أدوّن هذه الأسطر اليسيرة عن أخي ناصر بن خميس التمتمي، شهادة لله تعالى لأن الناس شهود الله في أرضه.
واحتضننا هذا الوطن (المسفاة) بولاية بوشر جميعاً، وعندما كنت آتي هذه البلد لمساعدة أبي (موسم القيظ) وقد عُرفَتْ هذه الشخصية بالهدوء وحرصه التام على زيارة سيدي الوالد بشكل منتظم، وبعدما آل هذا الوطن إلى ما آل إليه، وانتقل الجميع منه إلى مخطط العوابي بولاية بوشر، استقرّ سيدي الوالد بعد ذلك في بلدة السخنة بولاية بدبد القريبة من هذا الوطن، وبعد هذا لم يقطع الوصال، بل استمرت زياراته إلى الوالد، وعندما اشتد المرض بالوالد كان ناصر يأتي لزيارته في المستشفى أو في منزله بالمسفاة، وما يزال هاتفي طافح برسائلهِ التي يطمئن فيها على صحة الوالد بين حينٍ وآخر، وزيارة جيرانه صفة من صفاتهِ في جميع الأماكن التي سكنها، ووجدتُ جيرانه يشهدون بهذا، وهذا تطبيق عمليّ لقول الرسول ﷺ: (ما زال جبريلُ يُوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيُورِّثه) صحيح البخاري.
والثبات على الاستقامة قلما تجد من يثبت عليها، وكثير ممن أدركنا من الإخوة الشباب كانوا سلكوا هذا المسلك وانقطع بهم المسير وعادوا إلى حياة الدعة واللهو والله المستعان، بينما نجد عند أخونا الراحل الثبات على الاستقامة، ونحسبه ممن شلمهم قول الحق سبحانه: {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} الآية 23 من سورة الأحزاب.
ولا نزكّي على الله أحداً، وفي هذه الأيام المباركة فإنني أتضرع لله تعالى بأن يسكب على الفقيد فيوضاً من الرحمة والمغفرة، وأسأله سبحانه أن يبارك في ابنهِ سالم، ويرزقه في بركة العمر والعلم، وأسأله سبحانه أن يبارك فى ذراري الذين كانوا معه، فهو سبحانه وتعالى البرّ الرحيم، وبالأجابة جدير.
رحمك الله يا أخي ناصر وجميع الإخوة الذين معك، وربط على قلوب أهلهم وذويهم بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كتبه / محمد بن حميد بن عامر الرحبي
ليلة الثلاثاء ٤ من ذي الحجة ١٤٤٥هجري الموافق ١٠/ ٦/ ٢٠٢٤م