عابرة سبيل…
فؤاد البوسعيدي
عبرت وعلى رأسها ضيّ الزمارد..
أميرة وجهها فتنةٌ..
عيناها زُبرجدٌ حسّانٌ..
جنّة في الجمال..
مرّت من هنا كضياء قمر..
وصوت خُفّٓيها كان يُسمع الأذن أنشوداً..
ولكن ما علمت..
أهو بوحَ شعرٍ يُعتاب،
أم كان حرفَ غزلٍ ينادي..
عبرت ورنين صداها،
يناحي خفوف خطواتها..
ونادت حروف إسمي،
فذبت وعهدها وسّعٓ الوريد..
وشوقاً سمعت صوتها حتى بات يطيب..
فأذني رقصت لحروفها والنبض كان يزيد..
عبيرها أزهارٓ بستانٍ..
أفاضت بالفرح الأكيدُ..
كقطرات مطرٍ تلبس الرمل وتفيض..
عبرت وإتخذتها زهرة في بستاني..
ولم أدرك جمالها،
حتّى أسحرتني ألوان ربيعها..
وعيناي كانتا تُمعِنان..
فتركت ما سواها في حديقتي….
حتى يٓبِسٓ غيرها وصار غابة تبيدُ..
فدهراً كنت أسقيها ماءاً يفيض.
وناظريّٓ عن بقيّة صُحبها كان يغيبُ..
عبرت وغادرت بلا عنوانٍ،
دمرت البنيان والمكان..
فالشأن كان لها،
والأمر من بعدها مسلوب..
فليتني أغمضت عيناي كالعميان،
وليت عبورها ما كان في بستاني..
فقد عبرت سبيلي،
وما عاد لي شوقاً لبستاني..
وما عادت النّفس تَطيبَ للمكانِ..