2024
Adsense
مقالات صحفية

لا تبقٓ صفرا في جانب الادخار

خلفان بن ناصر الرواحي

الموزانة بين الادخار ووفاء الدين أمر ذو أهمية كبيرة في حياتنا؛ حيث نجد الكثير من الأشخاص يعانون من صعوبة الوفاء بالدين المترتب عليهم؛ وذلك بسبب عدم وجود نظرة واضحة لهم في إدارة الأموال بالطريقة الصحيحة التي يمكن أن تؤدي إلى تجنب هذه المشكلة بشكل كبير قبل أن يصعب عليهم حلها، وقبل أن تكون عرضة لبعض المشكلات الاجتماعية والنفسية، وربما في بعض الأحيان تصل إلى قطع صلة الرحم والصداقة وحبل المحبة والأخوة الصادقة ومخاصمة الناس؛ ليبلغ الأمر إلى المحاكم في بعض الأحيان.

إنَّ من الضرورة أن يكون هناك مسار واضح ينتهجه كل منا في سبيل تحقيق ذلك الهدف الذي يجب أن يكون عليه المجتمع على الدوام، ويجنبنا الكثير من المشكلات والتحديات التي تواجهنا في حياتنا اليومية، وهذا منوط بنا نحن جميعا من حيث المبدأ الذي نسعى لتحقيقه من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع بشكل أفضل، ويزرع الثقة بالنفس وبالآخرين ويقوي الثقة لدى الجميع لبناء مجتمع قوي متكافل، لا يفقدنا المصداقية التي باتت موجودة لدى بعض الأفراد الذين لا يأبهون كثيرا بقيمة تلك الحقوق ويهتمون بأنفسهم دون مراعاة الذمم وحقوق الآخرين!

لقد غلبت على المجتمع الكثير من مظاهر الحياة السلبية، فأصبح التواكل بين جيل الشباب على الآباء واتباع الموضة والمباهاة منتشراً بشكل كبير، وقد أصبحت تلك الظاهرة أكثر انتشارا دون الوعي بخطورتها على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع والوطن بأكمله؛ فكثرت المديونيات على الشباب من الجنسين بسبب قلة الوعي الاجتماعي لديهم، وبسبب عدم التوجيه من أولياء الأمور لما هو أبعد من ذلك السلوك وغيره من الأمور الأخرى المتعلقة ببناء الشخصية المتزنة التي تسعى لتحقيق التوازن في الحياة لما يحقق لها راحة البال والمحافظة على القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية التي تجعل المجتمع أكثر تماسكاً وتكافلا.

نعم، هناك الكثير والكثير من التحديات والأمور الصعبة في حياتنا المعاصرة، ولكن ما ينبغي علينا فعله هو الحفاظ على استقرار الأسرة والمجتمع بشكل عام لما يكفل لنا تحقيق سبل العيش الكريم، دون الحاجة إلى تغيير نمط حياتنا اليومية بشكل كامل فوق طاقاتنا وقدراتنا المالية التي تؤدي إلى صعوبة التعامل ومواجهة الأزمات التي قد تحدث نتيجة عدم تقدير الأولويات والضرورات الأساسية والاهتمام بالكماليات الأخرى التي يمكن الاستغناء عنها.

عليه؛ فإنه مما ينبغي على الإنسان وخاصة جيل الشباب أن يدرك أهمية ذلك التوازن بين الإنفاق والادخار، وبما يحقق التوازن بين الرغبات والاحتياجات الشخصية والأوليات الحياتية، وعلى أولياء الأمور التعامل معهم بالتوجيهات اللازمة، وفهم مدى قدرتهم على تحمل المسؤولية تجاه أنفسهم والآخرين، والبعد عن التقليد الأعمى المبالغ فيه، مع مراعاة عدم إهمال حقوق الآخرين والالتزام بوفاء الدين المترتب عليهم، ونقول لكل إنسان يدرك ذلك:”لا تبقٓ صفرا في جانب الادخار”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights