جئتكِ مبعثرًا يا أمي
إيمان بنت علي الصولية
أنَا مُتعَب يَا أُمِّي اُنْظُري إِليّ فِي وَجْه حَتَّى أَكَاد لََا أَعرِفه بِالْمرْآة
أنَا بِخَير إِلَّا مِن ذَاكِرة ! !
لَم أُخبِرك عن أَلمِي وعن اللَّيْل اَلذِي لََا أَنَام بِه دُون بُكَاء
وإنِّي أمتلَك ذَاكِرة لََا تُمحَى
وقلْبًا يَئِن كمقْعد تمامًا
حَتَّى لََا أَرهَق قَلبُك لَم أُخبِرك
أَعلَم بِك جيِّدًا وكيْف تَنقَبِض أَوتَار قَلبِك لَو عَلمَت
أُمِّي !
! بَاتَت الأشْياء البسيطة أَصعَب
وأصيب قَلبِي بِالْهشاشة
أُريد حقًّا أن أرتمي بَيْن يديْك
أُمِّي !
! أود حقًّا أنَا أصحى على صَوْت المجْد حِين تَردَّد لِلْقرْآن اَلكرِيم آناء اللَّيْل وأطْرَاف النَّهَار وأن أَرَاك بِالْمطْبخ ويديْك تَعجِن اَلخُبز أنتظَر دَورِي بَيْن إِخوَتي وَكُوب الشَّاي المزعْفر وابْتسامتك من يُريد اَلمزِيد دُون أن نَخشَى مِن عُبَاطَة ذاكرَتي أو مَاذَا سَيحُل بَعْد ذَلِك أُمِّي ! ! مُتعَبَة أنَا مُنِي مِن كُلِّ هَذِه الصُّور الباهتة دَاخلِي مُزْدَحِم رَأسِي ب كُلَّ شَيْء وب اللَّاشيْء مُكْتظَّة أنَا بِي … . . . وبأشْياء صَغِيرَة بِتفاصيل لََا تعْنيني حقًّا مُتعَبَة يَا أُمِّي.