أما آن الوقت للنخوة العربية أن تنتصر لغزة ورفح ؟؟؟
خليفة بن سليمان المياحي
ألم يأن للنخوة العربية والإسلامية أن تنهض من سباتها وتقوي من عزائمها؟ لتبرهن للعالم أجمع أن الدم العربي المسلم غالٍ وأن الإنسان في كل بقعة من الأرض له كرامته وقيمته وأنه لا يُضام ولا يُهان في ظل وجود أكثر من مليار مسلم في العالم العربي والإسلامي.
ما عساي أقول وقد ذرفت الدموع حزنًا وألمًا وكمدًا على ما أراه كل يوم من مشاهد يندى لها الجبين، قتل وحرق وتدمير في قطاع غزة ورفح، وماذا يمكن لنا أن نقدم نحن كأفراد؟
لقد رفعنا أكف الضراعة للمولى عز وجل ليفرج عن إخواننا كربتهم ويفك عنهم أسرهم ويشفي جراحهم ويتقبل شهداءهم (هذا ما نستطيعه كأفراد).
ولكن ماذا يجب على قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية؟ ألا يجب أن يهبُّوا لنجدة ونصرة إخوانهم الذين باتوا في حال يرثى لها؟ كم من الشهداء ارتقوا إلى البارئ عز وجل، وكم جريح بات يئن من الألم والوجع وكم من طفل بات وبطنه خاوٍ لا يجد ما يسد به رمقه، وكم من منزل أُهدم على رؤوس ساكنيه؟ كل هذا لم يُحرِّك مشاعر من بيدهم القرار والذين يُولى لهم أمر شعوبهم من العرب والمسلمين!
إن غزة ورفح تحرقان وتدمران عمدًا بلا رأفة ولا رحمة ولا شفقة من قبل الكيان الصهيوني، وعلى قدر المشاهد المؤلمة والضحايا الكبيرة التي تسقط كل يوم بين شهيد وجريح تتعالى عبارات الشجب والتنديد بأبلغ العبارات من دول العالم بما فيهم الدول العربية والإسلامية التي هي الأقرب إلى فلسطين.
ولكن هل هذا كافٍ
في ظل عربدة وغطرسة اليهود (إسرائيل) التي لم توقفها الالتزامات والقرارات الدولية من المؤسسات والمحاكم التي ترعى حقوق الإنسان وتسعى إلى السلم والسلام والأمن والأمان لشعوب العالم؟ أليس أبناء غزة ورفح وعموم فلسطين جزءٌ لا يتجزأ من المنظومة العربية والإسلامية؟
إن عبارات الشجب والتنديد والاستنكار لم ولن تعيد شهيدًا ولن تشفي مريضًا ولن تبني منزلًا مهدمًا ولا عقارًا يتكسب منه مصدر الرزق إن لم تكن مواقف الدول العربية والإسلامية جميعها متفقة وموحدة لصفوفها وتسير سير رجل واحد لردع ( إسرائيل)؛ فأنه للأسف الشديد الخطر قادم وبقوة ويزحف علينا..
إن ما تفعله (إسرائيل) في غزة ورفح حاليًا أمرٌ متعمدٌ ولا يمكن بأي حال من الأحوال السكوت عنه أو أن نظل مكتوفي الأيدي؛ بل يجب أن تكون المواقف قوية وإلا فإنها لن تتوقف إلى هذا الحد، فإن ذهبت غزة ورفح فبعدهما لن يعيد للإسلام هيبته بل ستكون انتكاسة كبيرة ستهوي بنا إلى القاع، فلتهب الدول العربية والإسلامية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا فإن القادم لهيبًا حارقٍ وخطرًا محدقٍ لا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى.