2024
Adsense
مقالات صحفية

ازدواجية المعايير لدى بعض الناس

سالم كشوب
sbkashooop@gmail.com
عضو في جمعية الصحفيين العمانية

من المفارقات العجيبة والغريبة ما يتشدق به بعضهم عندما يكون الموضوع أو القضية لا تمسه مباشرة من نصائح وتوجيهات وحكم وأهمية التركيز على أشياء معينة وعندما يكون الموضوع معني به خاصةً تختفي تلك التوجيهات والحكم والنصائح والعبر في تناقض عجيب يظهر وكأنه لا يقبل القسمة على اثنين أن المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار لدى تلك الفئة وطالما أن مصلحتهم تتطلب التنازل والتغاضي عن القيم والمثل التي كانوا يتشدقون بها فلا مشكلة في ذلك وسيجدون بلاشك العديد من المبررات والعشرات من المطبلين لهم بينما عندما يكون الموضوع معني بفئة أخرى فهنا لابد من تكرار نغمة المواعظ والحكم التي تطالب بتنفيذها تلك الفئة المعينة فقط .

المضحك والمبكي في نفس الوقت ما يقوم به بعضهم عندما يستلم مكانًا ما أو مسؤولية معينة من إطلاق الوعود والتشدق بالشفافية ووضوح المعايير وفي أول اختبار تنسف كل هذه التصريحات والمبرر جاهز دائمًا، حاول في المرات القادمة وكأن الموضوع مسابقة وأنت وحظك قد يصيب أو قد يخيب وبدلًا من أن يكون هو مثال وقدوة إيجابية في الالتزام والإنجاز والعمل يبحث عن أي مبرر لعدم الوجود وخاصة عندما يقع فريسة لفئة المطبلين وأصحاب المصلحة المؤقتة الذين يقدمون له نصائح ظاهرها إيجابي وواقعها تكريس صورة نمطية سلبية لذلك المسؤول سواءً في البيئة الداخلية أو الخارجية للمؤسسة والجهة التي يعمل بها علمًا بأن في أول سقوط له لن يجد أحدًا بجواره من تلك الفئة التي تنافقه وضوحًا ومعلومًا لديه ولكن البحث عن المجد والتطبيل الوهمي هو من يجعل بعضهم يستمر في تصديق تلك التصريحات والتطبيلات النصائح.

الكثير منا ولاسيما في مواقع العمل لا تهمه ازدواجية المعايير لدى المسؤولين وأصبح يملك من الخبرات ما يستطيع من خلالها تمييز المسؤول الواضح المطبق على نفسه ما ينادي به من معايير وإجراءات وبين من يبحث عن فلاشات وظهور زائف وإنما إشعار الجميع فعليًا أنهم شركاء حقيقيون للنجاح ويظهر أن المجتهد المثابر له المكانة والتقدير وهنا ليس القصد وجود السلبية في العمل ولكن عندما يريد أي مسؤول جديد إحداث تغيير وفارق في العمل عليه أن يظهر التزامه الفعلي بمعايير وإجراءات تتسم بالشفافية والعدالة والوضوح وليس فقط تصريحات وكلام إنشائي يذهب في مهب الريح عند أول اختبار وكذلك على بعض من هؤلاء المسؤولين أن يدرك أن كرسي المسؤولية كرسي مؤقت يختفي فجأة بدون أي مقدمات ويظل حسن التعامل والعدالة والشفافية والتواضع ما يدوم لصاحبها عند الآخرين سواءً وهو في كرسي المسؤولية أو عند الخروج منها .

ختامًا بعض ممن يمسك المسؤولية يتوقع أن الوعود البراقة التي في قرارة نفسه يُدرك أنه لن ينفذها سيجد المبرر لها عند الآخرين ويصدقه وفي الواقع يدق المسمار الأخير في نعش المصداقية والقبول له لدى الآخرين ولن يفيده أصحاب المصالح والمطبلين الباحثين عن مصالحهم الشخصية ومستعدون لرميه خارج السفينة عندما تقتضي مصالحهم ذلك .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights