الكتاب المتحدث
يقين بنت ناصر السنانية
في ليالٍ بعيدة، حلّ الظلام وامتلأ السكون في قريةٍ مليئة بالهدوء. انبعث ضوءٌ باهتٌ من غرفةٍ حيثُ الطفلة سارة تتأمل الكتب المدرسية للغد، وتقول لنفسها: “أنا لا أحبّ القراءة ولا الكتابة، فهما مملتان جداً، يا إلهي، لا أستطيع المذاكرة!” وبكلّ مللٍ وبلا أيّ شغفٍ، تصفّحت سارة كتبها المدرسية، فغلبها النعاس وغطّت في نومٍ عميق. وبعد دقائق ليست بالكثيرة، استيقظت سارة على صوت صفحات الكتب تتطاير، فتفاجأت من ذلك الصوت الغريب. بعدها، سمعت صوت كتابٍ يتحدث بهمسٍ خافتٍ ويقول: “تعالي معي لآخذكِ إلى عالمٍ جميل، عالم الكتب والقصص!” فاندَهَشَت من ذلك وهي تقترب من الكتاب بكلّ لهفةٍ وفَضولٍ. سقطت في مكانٍ مُتَعَدّد الكتب والألوان، مكانٍ جميلٍ يَسرّ الأنظار. وفي تلك الأثناء، ظهر ضوءٌ كبيرٌ براقٌ مُنادياً سارة: “اقرئي صفحاتي المليئة بالعجائب والغرائب!” همّت سارة بكلّ حماسٍ في قراءة ذلك الكتاب، واستغلت تلك الفرصة لاكتساب المعلومات القيّمة لتضيفها إلى قاموس المعلومات الجديدة في ذاكرتها. لكنّ في تلك الدقائق الثمينة، أحسّت سارة بشيءٍ يجذبها نحو الأسفل. حينها، سقطت من السرير وأدركت أنّه حلمٌ جميلٌ أعاد عقلها إلى رشده. وأيقنت أنّ القراءة والكتابة متعتُهما لا يشعر بقيمتها إلا القليل. فذهبت سارة بكلّ نشاطٍ واستعدّت للذهاب إلى المدرسة.