بين زحام النعم.
علياء بنت سعيد العامرية.
تداعبتْ في خاطري ذكرياتُ برنامجٍ تلفزيونيّ بعنوان “بين زحام النعم” ، حيث كان يُسلّط الضوء في كل حلقة على نعمةٍ من نعم الله تعالى علينا. واستحضرَتُ هذا البرنامجَ إثرَ حوارٍ دار بيني وبين صديقتي العزيزة “لطيفة” التي أعرفها منذ ما يقارب العشر سنوات.
تحدثتْ “لطيفة” عني بكلماتٍ جميلةٍ لامستْ شغافَ قلبي، فوصفتني بأنّني طاقةٌ إيجابيةٌ تُضفي البهجةَ على من حولها. أسعدني وصفُها لي، فقد أدركتُ حينها أنّني لم أكن أُقدّرُ نعمةَ “الامتلاء” التي تتمتع بها نفسي، تلك النعمةُ التي تُشعِرُني بأهميتي كفردٍ فريدٍ يستحقّ السعادةَ.
فأنا أمتلكُ العديد من المواهب ويستهويني تجربة كل جديد، أكره الروتين وأعشق التجديد، فتاة لا تستسلم، وجل هذه الأشياء نعم من الله علي.
وبما أننا نتحدث عن زحام النعم، فإني أشكر الله على وجودِ هذه اللطيفة في حياتي. ف”لطيفة” صديقةٌ مُخلصةٌ دائماً تُساندني في الأوقات الصعبة وتُشاركُني أفراحي وأحزاني.
في خضمّ هذه المشاعرِ الجميلة، لا يسعُ المرءَ إلاّ أنْ يتأمّلَ عظمةَ الله تعالى؛ فهو منّ علينا بنِعَمٍ لا حصرَ لها، ومن أهمّها نعمةُ الأصدقاءِ الصادقين.
إنّ من نعم الله عليّ أنْ رزقني أصدقاءَ مُخلصين، لم أندمْ على صداقتهم يوماً. فكلّ صديقةٍ من صديقاتي المقرباتِ هي موضعُ ثقتي وتقديري، وإنّ اختيارَ الصديقِ الصالحِ من الأمورِ التي حثّنا عليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين قال: “المَرْءُ على دِينِ خَليلِهِ، فَلْينظُرْ أحَدُكُم مَنْ يُخالِلْ”- رواه أحمد.
ما أجمل أن نُبادِرْ بشكرِ الله تعالى على نعمةِ الأصدقاءِ، وعلى سائرِ نعمهِ التي لا تُحصى!فلنرددْ معاً: “الحمد لله بين زحام النعم”.