رحلة مع المشاعر والأحزان
يوسف بن سالم الحميدي
قررت أن أسافر، ولكن لا أدري إلى أين؟
فسافرتُ مع مشاعري، واختلجتُ مع أحزاني.
تركتُ الأمر لمشاعري وأحزاني لتقودني في رحلتي.
قد تبدو فكرة السفر مع مشاعري وأحزاني غير تقليدية، ولكنها قد تُتيح لي فرصةً فريدة للتواصل مع ذاتي واكتشاف جوانب جديدة من شخصيتي التي أصبحتْ غامضة نوعاً ما.
فمشاعري هي بوصلة داخليّة تُرشدني نحو ما أحتاجه، وتُشير إلى الأماكن التي قد أجد فيها الراحة أو الإلهام للكتابة.
أما أحزاني، فهي قد تُساعدني على فهم نفسي بشكل أفضل، وتُلهمني لكتابة شيء جميل.
يجب عليّ أن أصبح منفتحاً على التجارب الجديدة، فلا أقيّد أفكاري للكتابة عن شيء واحد فقط.
يجب عليّ أن أصبح منفتحاً على التجارب العفوية واللقاءات غير المُتوقعة.
فأحياناً، أجمل الكلمات أو العبارات تأتي من خارج نطاق تفكيري.
يجب عليّ أن أستمع إلى مشاعري بإصغاء، أنتبه لِما أشعر به خلال رحلتي مع مشاعري.
يجب عليّ أن أنتبه جيداً للأمور والأشخاص الذين لهم دور في إثارة وتهييج المشاعر، لتجود بالكلام العفويّ الصادق والنابع من صميم قلبي.
أحاول أن أعبّر دائماً عن أحزاني، ولن أكتمها بقلبي، سأعبّر عنها بالكتابة، وخصوصاً عندما أسافر مع أحزاني التي لا تنتهي.
لكنني مستمتعٌ بهذه الرحلة، لأن النتيجة بإذن الله ستكون هي التي تمنيت.
ولن أقلق بشأن الهدف الذي خططتُ له، لأنه لن يتحقق إلا بإرادة الله تعالى جلّ شأنه. ولكنني أركز على ما يبهج نفسي ويوصلها إلى مبتغاها.
السفر مع مشاعري وأحزاني قد يكون صعب في بعض الأحيان، ولكنه قد يكون أيضاً رحلة مُثمرة ومُجزية.
فمن خلال هذه الرحلة سأتعرف على نفسي بشكل أفضل، وأكتشف جوانب جديدة من شخصيتي.
سأستمتع برحلتي، وأترك وأفتح المجال لمشاعري وأحزاني؛ لأنها ستُرشدني نحو مغامرات جديدة واكتشافات مُلهمة.