العوابي – النبأ
يعد فلج العوابي بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة إرثٌ حاضري موغلٌ في القدم ،وتاريخ إقتصادي ظل محافظا على منظومته الاقتصادية منذ تأسيسه حيث يحكي مئات السنين وتتناقله الأجيال ليظل متدفقا يروي مئات الآلف من الأشجار
وجاءت تسمية العوابي من عابية الزراعة وهي مجموعة من القطع الصالحة للزراعة أو ربما أخذت من ناحية جمال حقولها فكأنها حسناء في الجمال ، واستمدت اسمها من سهولٍ غناة تحكي مجد الإنسان العماني وقدرته على التعمير والبناء والزراعة واستصلاح اراضيها .
ويأتي قعد فلج العوابي ليكون شاهدا على الاقتصاد القديم في استثمار المياه لتعود للجميع بالفائدة حيث وزعت الحصص لتكون ملكا للفلج فقط لصيانته وتعميره والجزء الآخر يذهب للمزارعين والمستثمرين سواء من داخل الولاية أو خارجها .
وتبلغ إجمالي آثار الفلج 720 آثرا موزعة 124 أثرا حصت فلج العوابي ، وآثار العشائر والمواقيف 596 أثرا ومصطلح العشائر يطلق على الأفراد المالكين لحصص الماء فقد يمتلك هذه الحصص أفراد ليس لهم مزروعات كاستثمار دائم يتم قعدها أي تأجيرها بشكل سنوي .
حيث بلغ قيمة متوسط أثر الماء هذا العام 80 ريالا عمانيا ومدت السقي فيه ربع ساعة .
ويجتمع أعضاء لجنة الفلج وملاك الماء والمستقعدين ” المستأجرين ” في نفس هذا اليوم من كل عام في الساحة الخارجية لحصن ولاية العوابي يعلنون فيها بيع الماء عن طريق المناداة المزايدة في سوق إقتصادي تختلف فيه الأسعار سنويا بناء على العرض والطلب وبعض المعطيات المناخية كالخصب والمحل .
وأكد الشيخ عبدالعزيز بن يحيى الخروصي عضو في مجلس إدارة فلج العوابي إن فلج العوابي مر بمرحلتين في البناء ففي المرحلة الثانية هي زمن الإمام سيف بن سلطان قيد الأرض ونستطيع القول أنها هي التي شكلت الملامح الحالية للفلج من تنظيم وترتيب.وتم تمويل توسعة الفلج من قبل الأثرياء ومنهم الإمام قيد الارض وكان يملك فيه من الحصص ٣٣ أثرا فكان يتبع سياسته الاقتصادية التي يطلق عليها اليوم بالاقتصاد التشاركي وهي تمويل الفلج فكل ممول كان يحظى بحصة بقدر مساهمته مع تخصيص نسبة معينة للفلج ذاته لأغراض الصيانة والتعمير والتوسعة وتشير السجلات القديمة قبل مائتي سنة لامتلاك الفلج ذاته ٨٦ أثرا ، أما حاليا فيمتلك ١٢٤ أثرا وهذا يحمل احتمالين استطاعت إدارة الفلج من امتلاكها لحصص جديدة وهذا الغالب ، أو من خلال وضع بعض الممولين وقفا له من أموالهم أو من الآثار الموجودة معهم .
فجميع هذه المياه تقعد لصالح الفلج .وبعد هذا النظام الاقتصادي في بناء الفلج من أهم الأنظمة الاقتصادية التي تدرس اليوم نظام التمويل .
وقال سرور بن محمد الخروصي وكيل فلج العوابي أهمية المحافظة على الإرث القديم في نظام المناداة لماء فلج العوابي لتتناقله الأجيال كما أوضح قيمة الماء هذا العام حيث كان في متناول الجميع وانخفض السعر بشكل كبير عن العام الماضي لوفرة المياة واستمرار الأمطار والأودية حيث بلغت سعر الوجبة الواحد وهي عبارة عن أثرين ماء من 100- 230 ريالا .
