نظام الإنذار المبكر مفهومه وأهميته
عبدالله بن فيصل الصعب
يعرف نظام الإنذار المبكر بأنه نظام لمراقبة المخاطر للتنبيه والتحذير منها بشكل آلي من خلال استخدام التقنيات والبرامج والتجهيزات الحديثة والاتصالات الفاعلة؛ وذلك لحماية الأرواح والممتلكات ومقدرات ومكتسبات الوطن، ويلعب الإنذار المبكر دوراً هاماً في المساهمة في الحد والتخفيف من آثار الكوارث والأزمات، فقد استخدم وبشكل عام في الإنذار عن الظواهر الجوية المرتبطة بالتغيرات المناخية، كما استخدم في العمليات العسكرية لأعمال المراقبة والإنذار، وهناك بعض الاستخدامات البسيطة لنظم الإنذار المبكر ولكن بشكل محدود جداً.
يعتبر الإنذار من أهم إجراءات الاستعداد قبل حدوث المخاطر والكوارث، ولأعداد نظام جيد للإنذار المبكر لكافة المخاطر لا بد من توفر عدد من العناصر المهمة في هذا النظام، ويمكن اختصارها بعناصر أربعة رئيسة وهي (التعرف، الكشف، الابلاغ، التأهب)؛ فعنصر التعرف سمي بذلك لأهميته في التعرف على المخاطر من خلال العديد من الإجراءات، كتصنيف المخاطر وحصرها والعمل على دراستها وتحليلها والمتابعة ومن ثم التقييم المستمر لها حسب ما يستجد في هذا المجال، وعنصر الكشف تجري به أعمال الرصد والتنبؤ بالمخاطر، ويستند هذا العنصر على أهمية توفر بعض التجهيزات والإجراءات كأجهزة أو محطات الرصد ووجود آلية واضحة للتشغيل والقيام بأعمال المراقبة والمتابعة، وفي العنصر الثالث الإبلاغ يتم فيه إرسال التنبيهات والتحذيرات عن المخاطر من خلال آلية مناسبة لتمريرها للجهات للقيام بالتأهب والاستعداد للاستجابة؛ وذلك باستخدام التقنيات الحديثة والاتصالات الفاعلة، وفي العنصر الرابع التأهب يتم الاستعداد الجيد لما قد يحدث من مخاطر من خلال التخطيط لكافة المخاطر، واختبار الخطط والقدرات وإجراء التمارين الفرضية بالإضافة إلى الجانب التوعوي وما له من أهمية في توعية الناس عن كافة المخاطر المحيطة بهم، والتي قد تحدث وأهم التعليمات والإرشادات الواجب اتباعها في حال تم الإنذار والتنبيه أو التحذير بقرب وقوعها.
ولكي يعمل نظام الإنذار المبكر بكل كفاءة لا بد من أن تكون البنية التحتية مناسبة في مقر المركز وتكامله بالتجهيزات والتقنيات والبرامج الحديثة والاتصالات الفعالة والكوادر البشرية المتخصصة والمناسبة للعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى التنسيق المستمر والتواصل بين الجهات المعنية والمراكز والهيئات العلمية والمنظمات العالمية، إلا أنه لا يزال هناك في معظم الدول عددا من مرتكز الإنذار المبكر تختص في مخاطر معينة كالمخاطر الصحية والعسكرية والمناخية، ومن المهم ربط كل المراكز بمركز موحد لقيادة الحدث يضم كافة التقنيات والخبراء لمشاركة كافة المخرجات ودعم متخذي القرار والقادة الميدانيين للقيام بأعمال الاستجابة والمواجهة بكل كفاءة واقتدار.
أخيراً كل هذه الجهود والإجراءات تهدف إلى حماية الأرواح والممتلكات ومقدرات وثروات الوطن، ونرجو من الله العلي القدير أن يحفظ الجميع من كل مكروه.