وادي صلان، عاد للغضب
مريم الجابرية
بعد أيام مليئة بمشاعر متباينة عاشتها صحار، وبين حديثٍ وآخَر عن روعة المطر وغضب الوادي والخراب والخسائر.
حادثتُ كبير القرية المسنّ وأجابني بكل جديّة:
“أنا لا أربط حتى حماري هناك بالقرب من وادي صلان”.
لم يدعْ لي مجالاً لأسئلة أكثر، أشاح بوجهه وأكمل قهوته، في علامة على انتهاء الحوار لدى الكبار، غاصَ هو وتاريخه في التفكير، وغصتُ أنا أيضاً متأملةً حديثه الذي زادني ألماً.
سرحتُ في كلام الجدّ وخوفه على حماره، هل أخبرهم بذلك؟ أعني من شيّد الطريق والجسر.
أنا أعتب عليهم في عدم مشاورته في الأمر، هو جغرافيّ المنطقة رغم تطور التقنيات.
ما الذي حدث؟ لِمَ هذا الدمار؟ أهيَ كمية المطر الهائلة؟ أم طبيعة عمان ما بين جبل شامخ، وسهل منبسط، ووادٍ يشقّ بطون الصخور، وإلى جانب كل هذا بحرٌ يحتضن الجمال ويزينه.
تذكرتُ سدّ وادي الجزي واحتجازه لكميات كبيرة من المياه، وحمدتُ الله على وجوده.
يا لها من مياه كشفت لنا الكثير، وجهزت لنا خارطة جديدة من الأفكار لتجميل صحار وشقيقاتها، نحتاج لجسور وأنفاق وتصريف مياه ضخمة وسدود تحمينا، واعتذار لمجاري الأودية عن توزيع عشوائي للأراضي السكنية.
كما أننا وكما -هي العادة- سنحتضن بعضنا البعض-معًا- لنعيد كل شيء أجمل.