الخميس: 24 أبريل 2025م - العدد رقم 2530
Adsense
مقالات صحفية

ورحلت رفيقة العمر

   يعقوب بن حميد المقبالي

 عندما تشعر بالفقد، شيء ما يجبرك على البكاء بصوت مخنوق ، وشيء عالق بالصدر يصب الحزن على ملامح الوجه لذكريات كانت أجمل من أن تحكى، أم يوسف رفيقة العمر أتذكرك ما دمت حيا، اقترنت بهذه الزوجة الكريمة منذ أربعين عاما وكانت أزهى امرأة عزيزة بتقديرها واحترامها ليست لي فقط ، وإنما للجميع من الأهل والجيران والمعارف، كانت اجتماعية وسريعة البهجة سماتها الابتسامة والحنو ومختلفة عن النساء ببساطتها وأناقة روحها، واحترامها للجميع، فكانت تحاول قدر مقدرتها أن تجمع بين الأهل وهي كانت سباقة لتكون تجمعات الأهل وتصب على الأرواح شذا عبق اللقاءات المبهجة والتقاء جميع الأهل بشيء من الجماليات والسرور وخصوصا في شهر رمضان ومناسبات الأعياد.

 لقد تعايشت معها أربعين عاما ولم أجدها يوما غاضبة، تسبقها ابتسامتها حتى وإن كانت مرهقة يوما ما، وتخفي ملامح التعب كي لا تظهره لنا.

الجمال في الأخلاق وأن لا يرها احد في هيئة الغضب ، كانت متسامحة مع الجميع ، وإن أساء إليها أحد متسامحة ولا تحمل في قلبها أي حقد أو بغضاء لا للقريب ولا للبعيد.

 كانت على مقربة من ربها، ومحافظة على إنسانيتها بقلب سليم .. تعهد السعادة وتخلقها أينما تواجدت ، توصي الجميع بالرحمة لبعضهم بعضا وجبر الخواطر ميزان عدل لديها، كانت على هيئة السلام ، ولكن شاء القدر أن تتعرض للابتلاء وتبقى في مرضها أكثر من ثلاث سنوات لا تشكو مرضها لأحد، ولا تتذمر ،حامدة وشاكرة لله، لديها صبر جميل وثقتها بالله تكبر كلما مر يوم وهي على قيد الحياة .

لكن شاء القدر بعد ظهر يوم الأحد بتاريخ 2025/4/13م أن تسلم أمرها لقدرة خالقها سبحانه وتعالى تأتيها المنية في مستشفي جامعة السلطان قابوس ، وفارقت الحياة، وكان حزني عليها كافيا أن يهد جبالا صماء ولكني كاتم أنفاسي لا أبوح بما داخل قلبي على فراقها، منفردا بألم ووجع فقد وحزن غريب لم أشعر مثله من قبل.

سلمت نفسي لله تعالى ورضيت بما كتبه لي من فراق عزيز على قلبي وروحي، عدت إلى المنزل وصوتها في كل زاوية يتردد في مسامعي، يا لها من لحظة تأخذ الروح إلى العظة والتسليم والإيمان بقضاء الله، وقلت في نفسي ضربة الخنجر في قلبي أهون من الفراق والفقد، ستصاحبني ذكرياتها وعشرتها وجميل صبرها وسماتها بقية حياتي، لن أنساها فهي ضحت بشبابها وعمرها لأجلي ولأجل بيتها وأولادها ولأجل فعل الخير لترضي الله والرسول عليه الصلاة والسلام.

هنيأً لك أم يوسف برحمة الله ورضوانه وأن اختارك لتكوين برفقة الصالحين من عباده في جنات الفردوس الأعلى مسكنك إن شاء الله بجوار حبيب الله عليه الصلاة والسلام ورحمة الله تنهال عليك بإذن الله تعالى ولن أنساك أبدا ما دمت حيا، ولن أتذكر منك إلا كل جميل .

“إنا لله وإنا إليه راجعون”

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights