سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
الخواطر

هل سنلقاكَ ؟

   مَيَّاء الصوَّافيّة

رمضان، نبكي عند فرحة قدومك حتى تغسلنا دموع الفرح؛ فتغتسل قلوبنا من شوائب الأدران، وإنك تمرّ سريعاً في درب أيامك؛ فنبكيك وأنت على مشارف الرحيل في عشر أواخرك.

تأتي كريماً محملاً بالنور والفرح، وإنك لتجمع الأرواح على الرحم الواحد، وعلى اللقمة المستدفئة في أوعية الحُبّ، أتيت بلُحمة الدم المستظلة بسقف ظلاك ونورك، وبخشوع الصلوات وقد تحركتْ فيها قلوبنا على معاني الوقوف أمام المنعم بك علينا؛ فخشع فكرنا ونحن نتدفأ بوهج الإيمان، ونستند على ركن الركوع والسجود، ونفتتح قيامنا بتنهدات الوجلِين على عتبات التقوى علَّنا نكون مع السائرين في دروب الصاعدة أرواحهم إلى طُهر السماء، وتكون عزائمنا كعزائم المتوكلين يحثنا صوت حيّ على الصلاة، حيّ على الفلاح.

صُمناك، لم يكن حظنا منك الجوع والعطش، إنما لأجرٍ ادّخرناه، تمنيناه فصنعناه بحلاوة الذِّكر، وبطراوة القلب في سحرٍ وعشية.
أمنياتنا فيك التي ارتجفت لها قلوبنا شوقاً بأن نلج بك الجنات، ونعلو علوّ الدرجات.

قمناك، لم يكن حظنا منك السهر، إنما انكسار القلب في محاريب العائدين إلى الله، وتذللتْ جباهنا لعزة الكريم المنّان، ودعونا الله أن تظفر دعواتنا بالفوز في ساحات الليل التي رابطتنا فيها طمأنينة وسكينة.

عقلنا جوارحنا برباط التقوى، فغضضنا البصر عن وحشة الغيّ والضلال، وأرهفنا السمع لكل ما يعلقنا بك.
نودّعك بمثل ما استقبلناك ولا ننقض الغزل أنكاثاً، تسيل دموعنا على فراقك، ونبكي على تراويحك، ونية سحورك، فلك التحايا حين أقبلتَ وحين رحلتَ، ستظل مساجدنا معمورة بالذين ثبتتْ لذة الإيمان في جذور قلوبهم؛ فنبتتْ على ضفافها أزاهير العبادة.
نودّعك والأمل في لقاء جديد نستطعم فيه حلاوة أُنسِكَ، ونتدفأ ببركة قرآنك.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights