مقال: حينما نفقد كيف ،،، لا غرابة في لماذا؟
حمد بن سيف الحمراشدي
غالباً كل أمور حياتنا تنطوي على أسس وقواعد نتبعها وأي تقصير في اتباعها عادت عليها بلسبياتها وأضرارها وكثيراً ما ندفع الثمن عاجلاً أم آجلاً ..
و(كيف) هي القاعدة الأهم التي علينا أن ندركها في كل شي .
كيف هي طريق أما أن نجعله آمن وسالك وأمل أن نهمله ويؤدي بنا إلى أن ندفع الثمن .
كيف هي التي نتعلم لنسعد وكيف نعبد الله لننال الجنة وكيف نزرع لنأكل وكيف نعايش الآخرين حتى لا نكون مبعدين وكيف نقرأ حتى نتعلم من فكر العارفين وكيف نسافر حتى نستفد من حياة غيرنا في مختلف الدول ومع الشعوب الأخرى وكيف؟ .. وكيف؟ حتى نتفادى عواقب لماذا حدث ما لا يسرنا أو ينفعنا أويضرنا.
ونحن نعيش في متاعب العصر الحالي الذي نعده زمن التقدم والرقي والعلم والتواصل بين الناس جميعا بأيسر السبل وأقصر الطرق وبأسرع من ردة الطرف وتنوعت بل كثرت الوسائل لهذه الغاية ولا شك أن لها منافع توازي مساوئها وعلينا أن نقر أنها ضرورية للعيش في هذا العصر..
ولكن يبقى أن ندرك أنه علينا أن نتعامل معها وبها في الأستفادة منها وأخذ المنفعة منها وكيف يمكننا أن نفهم أولاً الأضرار قبل الفوائد حتى نتجنب الضرر إن وقع ونسأل أنفسنا لماذ؟
إن تعلمنا كيف نتخطى الحدث ونبقى بلا لماذا؟
والهاتف هو النافع الضار والصديق والعدو والمعلم والمخرب فإن أحسنا كيف نستخدمه لابتعدنا عن مساوئه فهو يعيش في أيدينا وفي نفوسنا وعلقنا ويلازمنا ليل نهار وأصبح يحتل منا المساحة الأكبر في الوقت والجهد والمال وغير ذلك.
الهاتف في أيدي العارف والعاقل والفاهم قد يكون أقل ضرراً وإن كان قد وقع من هذه الفئة أيضا في المحضور.
الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة والأطفال القصر هم أكثر ضحايا سوء استخدام الهاتف والنت وما إلى ذلك ، فالغالبية لم يتعرفوا ولم يعلمهم من هم معنيين كيف نتعامل من وسائل التواصل الاجتماعي وكيف نستفيد منها وكيف لا نقع في السيئات منها.
لاحظت وبمتابعة متواصلة لكون عملي يحثني أن أتعرف على المصائب والظواهر والمشاكل الاجتماعية لاحظت أن مسلسل الابتزاز الإلكتروني أرقامه مرتفعة وفي تزايد مستمر وقلنا لا بأس نتعلم من دفع المال ولكن أن يصل الأمر أن ندفع أرواح ثمناً في تواجد هاتف وحاسب آلي غير منظم في حياتنا من حيث الوقت والفائدة ولا كيف نستخدمه فيأتي بحياة شباب في أول العمر فتلك مصيبة للأسرة والمجتمع والوطن عامة ولهذا لا مكان لماذا؟ هذه النتيجة فالكل مسؤول عن انتحار حالات كان آخرها شاب عمره قرابة ١٧ عام بسبب الهاتف.
لماذا انتحر؟ نسأل الوطن كله؟ فالمجتمع من خلال المؤسسات وأولياء الأمر هم المسؤولين عن حالات الانتحار بسبب الهاتف والنت بغياب كيف ومتى نستخدم شيطان العصر…
بقي أن نعي وهذه رسالة منى لكل أب وأم وولي أمر ومسؤول وهيئة ومؤسسات اجتماعية أن نعمل في ما هو صالح وحماية الجيل القادم.
وعلما في مناشدة سابقة قلنا ياوطن أغلق ببجي وأخواتها ولم تلق تلك الصرخة أية تجاوب؟ وهذا الشاب الذي انتحر مؤخراً ذو ١٧ ربيعاً أحد ضحايا ببجي وأخواتها .
فلا تسألوا لماذا حدث هذا بل اسالوا كيف حدث؟
والله خير حافظ وهو على كل شي قدير