رمضانيات اليوم الثالث عشر: رمضان وأهل القرآن
خلفان بن ناصر الرواحي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،
فيا أيها المؤمن الموقن برحمة الله تعالى وفضله، والمتعبد فيه بقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل، والمؤمن بأنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، اجعل نصب عينيك قول الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهدى والفرقان}- [البقرة: ١٨٥] . فإذا استشعرت ذلك، فاجتهد في هذا الشهر العظيم خاصة، وباقي الأيام عامة، وصابر على ذلك في سبيل الثواب بما يلي:
– اجتهد في تلاوة القرآن بنيةٍ خالصةٍ لله وحده، وقلبٍ حاضرٍ، وتلاوته بتأنٍّ وتروٍّ بدون عجلة، واجتهد بتدبُّرِ وفهمِ ووعي ما تتلو مستعيناً ببعض المصاحف التي تساعدك على تحقيق تلك الغاية، أو بعض كتب التفسير، أو بأي وسيلة تعينك، وقد جاء ذلك في كتاب الله حيث قال تعالى مخاطبا رسوله- صلى الله عليه وسلم: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا}- [المزمل: ٤].
– وإذا قرأت أخي الكريم بعضاً من الآيات وفهمت ما فيها، فاجتهد بأن تجمع بين التلاوة والتدبر والتأمل في معانيها؛ فهو كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ ليدبروا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الألباب}- [ص: ٢٩].
– وإن أكرمك الله أخي الكريم وتيسَّر لك أن تتدارس القرآن مع بعض طلبة العلم ممَّن هم أهل العلم بالقرآن، ومعانيه وأحكامه؛ ليفيدك في بيان الآيات وشرحها فذلك أمرٌ حسن، فإن لم يتيسر لك أحد، فاستعن لك بتفسيرٍ مُيسّر ليعينك على فهم الآيات، واستعن بأهل العلم الذين يعينونك على انتقائها.
– كذلك أخي الكريم، اجعل لنفسك ورداً في أيام الشهر الفضيل، وعود نفسك على المصابرة حتى تسير على نفس النهج بعد شهر رمضان المبارك.
– واعلم أخي الحبيب فإنّ من أفضل الأمور المدارسة للقرآن إن رزقك الله ذلك الفضل، وقد قال – صلى الله عليه وسلم: (مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)- رواه مسلم.
– ولا تنس أخي في الله أن تحرص على آداب قراءة القرآن المستحبة، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم عند بداية القراءة، وإذا مررت بآية سجدة فاسجد، وكن على طهارة.
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته، ونسأله تعالى أن يجعله لنا في الدنيا قرينا، وفي القبر مؤنساً، وإلى الخير دليلا، وإلى الجنة إماماً ورفيقا. اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب همومنا وأحزاننا، اللهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، وارزقنا تدبره والعمل به. آمين
هذا، والله الموفق، وهو خير معين.