2024
Adsense
مقالات صحفية

رمضانيات اليوم الثاني عشر: تضرعوا بالدعاء موقنين

خلفان بن ناصر الرواحي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،

فأيها الصائمون الأتقياء، لقد جاء في كتاب الله تعالى العديد من الآيات الكريمة التي تحض على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، ولما له من فضل عظيم فقد بين الله عز وجلّ أهمية الدعاء وخاصة في هذا الشهر المبارك – شهر رمضان- فبعد آيات ذكر شهر رمضان وفرضيته التي جاءت في سورة البقرة، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}. كما أن الدعاء والحض عليه جاء في السنة النبوية الشريفة، الدعاء هو العبادة، كما ورد في الحديث النبوي؛ فعن النعمان بن بشير، رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}-[غافر: 60])-رواه أحمد.

وكما نعلم جميعاً أيها الأحبة في الله، بأن هذا الشهر الفضيل هو شهر الصيام، وشهر القيام، وشهر الجود، وشهر الفتوحات الإسلامية والانتصارات؛ فهو جامعٌ لكل هذا الخير وغيره الكثير، وهو شهر القربات والتضرع والدعوات المستجابات بتوفيق الله ورحمته وفضله علينا. والدعاء من أجل القربات وأعظم الطاعات، وقد وصفه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أشرنا إليه سابقا بأنه العبادة؛ لأنه جمع مقاصدها، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز متى ندعو، وكيف ندعو، وبماذا ندعو؛ فقال عز وجل في سورة الزمر:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ(9)}.

فحريٌّ بنا يا أحباب الله، أن نستغل هذه الأيام المباركة ونتوسل إلى الله بالدعاء في نهاره ولياليه، متضرعين وموقنين؛ فهو من أكرم العبادات وأعظم القربات إلى الله، ومن أعظم أسباب دفع البلاء، وانشراح الصدور، وتفريج الهموم، وزوال الغموم، وهو لنصرة المظلومين، وملجأ المستضعفين من عباد الله؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب -عز وجل-: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين)- رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

ثم إنكم أيها الصائمون الأتقياء، إياكم أن تدعوا وأنتم ظالمون أنفسكم وغيركم، وإياكم وأكل الحرام؛ فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإنَّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المُرسلين؛ فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}-[المؤمنون:51]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}-[البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب له؟!)- رواه مسلم.

فيا أيها الصائمون الأتقياء، في كتاب الله تعالى الكثير من الأدعية التي يمكن للمسلم أن يحفظها ويستعين بها في دعواته، وفيما ورد من جوامع أدعية النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضا؛ فإنها خير الدعوات وأحبها إلى الرب سبحانه وتعالى.

فيا أحباب الله وخاصته، فإن التماس أوقات الدعاء المرجو القبول فيها يجعلها أقرب للإجابة؛ فالتمسوا ذلك عند الأذان وبين الأذان والإقامة، وفي ثلث الليل الآخر، وفي العشر الأواخر من رمضان، وغيرها من الأوقات التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الصحاح.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والدعوات وصالحات الأعمال، ونسأله تعالى العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights