رمضانيات اليوم الحادي عشر: اجعلوا لهنّ نصيبا
خلفان بن ناصر الرواحي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،
فاعلم أخي الصائم أن لديك في بيتك من له فضل كبير علينا، وقد أوصانا -رسول الله صلى الله عليه- فيهن خيرا، فهناك الأم والزوجة والبنت وربما العمة والخالة وغيرهما ممن تعول في بيتك من النساء، فقد روي عنه -عليه الصلاة والسلام- من حديث أبي هريرة أنه قال: (استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيراً)-رواه الشيخان، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)- رواه الترمذي وابن ماجه. فمن خلال هذه الأحاديث النبوية الشريفة يكفينا وصاية بالنساء اللاتي في بيوتنا، وبلا شك هنّ شقائق الرجال، ولهن علينا حقوق وواجبات كثيرة.
واعلم أخي الكريم أنّ كتاب الله تعالى بيّن المقياس الذي هو أساس المفاضلة بين الذكر والأنثى، وهو التقوى؛ حيث جاء في سورة الحجرات، قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾- [الحجرات:13].
فما أعظم أجرهن في هذا الشهر الفضيل أخي الصائم! وهن من يتحمل المسؤولية الكاملة في سبيل إعداد الطعام والشراب الذي نحتاجه، ويتحمل أعباء البيت، ويتحمل المشقة والعناء، ولكنهن يشعرن بالراحة النفسية والسعادة حين يخدمن في بيوتهن، وتجد التفنن في إرضاء زوجها وأولادها وأبيها وإخوتها ومن هم في بيتها أو لمن تعد لهم للصدقة أو لإفطار صائم، وتجدها تتلذذ وهي تتقرب إلى الله وتصنع الطعام لهم، وهي لا تعلم ما أعد الله عز وجل لها من الأجر!
فيا أيها الصائمون الأتقياء، اجعلوا للقوارير نصيباً من تقديركم والتلطف بهن، ولا تشقوا عليهنّ، وأفسحوا لهنّ المجال؛ لكي يستطعن أن يقضين بعض الوقت في الصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم، وكل عمل يقربهن إلى الله تعالى.
وكذلك أنتنّ أيتها الصائمات التقيات لا تجعلن جلّ وقتكن في إعداد الطعام والشراب، وغيرها من الأعمال التي تشغلكن وتنسين استغلال الوقت في هذا الشهر الفضيل. نعم، نقدّر لكنّ ذلك ونسأل الله تعالى أن يجزيكن عنا خير الجزاء، وبركة العمر والصحة والعافية والتوفيق، ولكن لا تجعلن ذلك مطيّةً لخلق الأعذار.
فيا أحباب الله، كونوا لهنّ عوناً وسندا للخير، وترفقوا بهنّ لتنالوا رضاهن ورضا ربكم، واعلموا أنّ في ذلك خيرا لكم ولهن، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.