2024
Adsense
من عُمان

الألعاب الإلكترونية ظاهرة باتت تحتل بيوتنا

تحقيق :اميرةبنت خلفان السعيدية و كوثر بنت علي الشكيلية

أصبحت الألعاب الالكترونية ظاهرة حقيقية في مجتمعاتنا إذ لا يكاد يخلو منها بيت ولا منطقة تجذب الأطفال بالرسوم والألوان والخيال والمغامرة فقد انتشرت انتشاراً واسعاً وكبيراً ونمت نمواً ملحوظاً وأغرقت الأسواق بأنواع مختلفة منها ودخلت إلى أغلبية المنازل وأصبحت الشغل الشاغل لأطفال اليوم فترى الطفل متسمراً إلى جانب الشاشات الالكترونية مراقباً ومنفعلاً ومشاركاً في صنع الانتصارات ولا يقتصر ذلك على أطفالنا بل اصبحت هذه الألعاب منتشرة بين شبابنا يقضون جل وقتهم في ممارسة هذه الألعاب والأندماج معها.

فما واقع هذه الألعاب الإلكترونية يا ترا وما الهدف منها؟
وما أسباب انتشارها بين فئتي الأطفال والشباب؟
وما الآثار الإيجابية والسلبية الناتجة عنها؟
وكيف يمكن الحد من انتشار هذه الألعاب وما هي الطرق العلاجية التي يمكن اتباعها مع مدمني هذه الألعاب؟

*الواقع
يقول الأستاذ عيسى بن سالم الحضرمي(استاذ تقنية معلومات)

إن أهداف الألعاب الاكترونية متشعبة وكثيرة منها التسلية ومنها تشتيت الفكر أو حصره في دائرة ضيقة.
أما من أين ظهرت وكيف؟
فهي ظهرت منذ القدم ولكن كانت بدايتها بسيطة ومسلية لا تتجاوز حد الترفيه إلى أن بدأت تتطور وتتنوع في أشكالها وطبيعتها وتم استخدامها واستغلالها لأمور كثيرة .. وهذا يرجع للشركات المنتجة والتي تسعى للربح مثلاً أو الأشخاص الهواة الذين يحاولون كسب الشهرة أو قد يكون من أجل استهداف الفكر الشاب ..

*أهداف متعددة
بالنسبة للأهداف لا يمكن حصرها بهدف واثنين فكل شركة أو كل منتج منها له أهداف متعددة منها تسويقية ربحية ومنها أهداف خبيثة تستهدف الشباب والسيطرة على مداركهم الفكرية وإشغالهم بما هو أهم في حياتهم من أولويات
ومنها ما هو أكيد للتسلية والترفيه
الخطير في الأمر التعقيد الذي وصلت له هذه الألعاب ومستوى الوعي الذي يقابلها من جنس البشر المستهدف.
الأمر يحتاج إلى تفصيل أكثر والبحث في نوعية الألعاب
وقد يكون الفراغ هو أحد الأسباب الأساسية وراء انجراف هذه الفئات لهذه الألعاب ولكن ما سبب هذا الفراغ إلا لإن الشباب ليس لديهم الوعي الكافي بأهم الأهداف الأساسية في حياتهم وما هي الأولويات التي يمكن التركيز عليها وكيف يمكنهم تنمية قدراتهم ومواهبهم وقد يكون لعدم وجود البدائل وتوفر الإمكانات فتجدهم يهربون من هذا الفراغ باشغال أوقاتهم بهذه الألعاب مدعين أنها تنشط من أفكارهم وتوسع مداركهم وتقضي أوقات فراغهم ..
كما أن الأسرة التي تعجز عن توفير البدائل لابنها في قضاء أوقاته تكون أمام واقع وإلحاح من أطفالها برغبة اقتناء هذه الأجهزه لتعويض ذلك أو السماح لهم باستخدام هواتفهم لإشغالهم وعدم التسبب في إزعاجهم دون أن يكون ذلك وفق رقابة أو حدود إلى أن يصل الطفل إلى مرحلة إدمان بهذه الأجهزة والألعاب.
من أخطر السلبيات لهذه الألعاب هي تضييق فكر هذه الفئة وجعلها محصورة في دائرة بما تقدمه من أحداث تسيطر على مداركهم
كما أن عدم الوعي باستخدامها لاسيما الألعاب الجديدة والجماعية والمختلطة بالجنسيات والافكار المتعددة تجعل من هذا الشباب عرضه للإنجراف وراء الأفكار الهدامه أو القضايا الابتزازية وغيرها
ومن أجدر الحلول هو تكاتف الجميع حول توفير البدائل التي تستطيع بها تغيير الأفكار المتأصلة في هذه الفئة حول أن هذه الألعاب وجدت للتسلية وقضاء أوقات الفراغ وأنها قادرة على تنشيط الفكر
إضافة إلى غرس روح النشاط التنموي سواء للفرد نفسه أو لمجتمعه.
*طفرة واضحة
وأوضح علي العمري:
بإن هذه الألعاب الإلكترونية انتشرت اليوم بشكل كبير، وتعددت أشكالها وأنظمتها، فقد أصبحت صناعة كبيرة جدا تديرها شركات عملاقة حول العالم، ولعل من أسباب انتشارها وجود الهواتف الذكية، وأجهزة الألعاب المتطورة كالإكسبوكس وال PS، وغيرها.
وقد بدأ مفهوم الألعاب الإلكترونية بالظهور منذ وقت طويل، فقد ظهرت العديد من أجهزة الألعاب البسيطة، كتلك المحمولة باليد، وألعاب التلفزيون، وغيرها.
واليوم ومع الطفرة الواسعة في عالم الألعاب، أصبح هذا القطاع يدر أرباح هائلة للمطورين، والذي يعد الهدف الأساسي لانتشارها بهذا الشكل، إلى جانب وجود بعض الألعاب التعليمية والتثقيفية، بعضها غير هادفة للربح.
-“ليست كل الألعاب ذات هدف تعليمي”
وهنا أود التنويه إلى أنه ليست كل الألعاب ذات هدف تعليمي أو تثقيفي، أو حتى للتسلية، هناك بعض الألعاب التي انتشرت مؤخرا لها أهداف أخرى، بعضها تحرض على العنف أو الانتحار، لذلك يجب علينا الانتباه إلى نوعية الألعاب التي يلعبها أبناءنا، خاصة مع انتشار الهواتف الذكية اليوم.

*أطفالنا والألعاب الإلكترونية

تقول أم مجاهد:
لدي طفل يمارس هذه الألعاب في وقت الدراسة ما بين ساعة أو أقل أما في الإجازة فيمارسها في معظم الوقت ويرجع ذلك إلى حبه لهذه الألعاب حيث يجد فيها التسلية والمتعة، ولكنني أحاول شد انتباهه للألعاب الحركية أو أخذه في نزهة خارج المنزل.
وأكد أحد أولياء الأمور أن لديه أطفال يمارسون هذه الألعاب من 5 إلى 6 ساعات في اليوم نتيجة وقت الفراغ وطول مدة اللعبة وتعدد مراحلها مما يدفعهم إلى قضاء وقت أطول للانتقال من مرحلة إلى أخرى وأيضاً يصادف في بعض الألعاب إعلانات لألعاب أخرى جديدة تدفع الطفل إلى تجربتها، أما عن تعاملي معهم فأحاول قدر المستطاع أن أحدد لهم فترة معينة لللعب.
وأشار بعض أولياء الأمور إلى أن أسباب إدمان الأطفال على الألعاب الالكترونية متعددة ومن بينها:
منعهم من اللعب خارج المنزل مع أقرانهم، الإثارة والتشويق في هذه الألعاب، الابتعاد عن جو الدراسة، الهروب من جو المنزل المثقل بالمشاحنات وقلة وعي الأسرة أو بالأصح الإهمال بمعنى أنه عندما يكون الطفل نشيط وكثير الحركة والفوضى يطلب منه الجلوس وإمساك الهاتف أو الآيباد للتقليل من نشاطه الزائد والمزعج.
أما بالنسبة لكيفية تعاملهم مع أطفالهم المدمنين على هذه الألعاب فأكد أغلبهم بأن التعامل مع الأطفال في البداية يكون صعب جداً ولا يمكن منعهم من اللعب إلا بطريقة تدريجية بحيث توفر لهم البدائل عن هذه الألعاب كالقصص وكراسات الرسم وألعاب أخرى تلفت إنتباههم وممارسة الأنشطة البدنية كالسباحة والمشي.

*تجارب شبابية

أما عن تجربة فئة الشباب في ممارسة الألعاب الالكترونية فقد توصلنا إلى:
أن أغلب الشباب يمارسون هذه الألعاب وقد تراوحت مدة قضائهم في ممارسة هذه الألعاب ما بين ساعتين وأكثر ويرجع ذلك إلى عدة أسباب ومن بينها:
التسلية وشغل وقت الفراغ والتحدي والتركيز واكتساب الثقة.

بالإضافة إلى الترويح عن النفس في ظل الضغوطات الدراسية كما أنها ساعدتهم في تعلم لغات أخرى.
وأشار البعض إلى أن هذه الألعاب قد تسبب نوع من الإدمان كما أنها تجعل الدماغ روتينياً نتيجة تكرار ممارسة نفس اللعبة.

يقول الدكتور محمد حسن أستاذ فلسفة علوم في جامعة السلطان قابوس:

*أسباب الانتشار
إن أحد أسباب انتشار الألعاب الاإلكترونية ترجع إلى مسألة وقت الفراغ وانحصار الدور الاجتماعي للمؤسسات الاجتماعية مثل النوادي والأنشطة المدرسية فجميعها كانت تشغل وقت الطلاب أو الشباب مما أدى إلى لجوئهم لممارسة الألعاب الالكترونية لملء وقت فراغهم.
كما يرجع إلى العائد المادي نتيجة تحسن دخل الأسرة وقدرة الأطفال والشباب على اقتناء أجهزة حديثة ودخولهم للإنترنت وممارسة هذه الألعاب.
*التعاطي مع الواقع الإلكتروني
أما بالنسبة لإيجابيات هذه الألعاب فمكنت الأطفال من التعاطي مع الواقع الإلكتروني بشكل كبير والقدرة على التكيف مع التغيرات الجديدة فنجد أن فئتي الأطفال والشباب لديهم القدرة على التعامل مع التكنلوجيا أكثر من المتعلمين والحاصلين على شهادات عليا.
كما أن بعض الألعاب تساعد على تنمية الذكاء لدى الأطفال،
بالإضافة إلى أن الطلاب الذين يمارسون الألعاب الالكترونية لديهم قدرة على التعلم الذاتي بالدخول إلى مواقع مختلفة والحصول على المعرفة.
فهناك العديد من الأنشطة التعليمية تم تحويلها إلى ألعاب الكترونية ساهمت في توصيل المعلومة للطلاب بطريقة ممتعة.
*ضحايا العالم المجهول
أما من سلبيات هذه الألعاب فخلقت نوع من العنف لدى الأطفال فنجد أن الأطفال أصبح لديهم نشاط زائد كما أن بعض الألعاب تحتوي على مصطلحات أجنبية غير لائقة يقوم الأطفال بتكرارها، وأن أحد أسباب عنف الأطفال في المدرسة هي الألعاب الالكترونية كما أنها تؤدي إلى انعدام التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة الواحدة فنجد مثلاً الطفل يقضي أغلب وقته مع جهازه وتركيزه على هذه الألعاب،

وقرأت قبل فترة قصة طالب في الثانوية العامة كان يأخذ دروس خصوصية مع أحد المعلمات ومن كثر ممارسته للألعاب ومن بينها لعبة تعتمد على الذكاء في القتل بدون ترك أي آثار فقام الطالب بخداع المعلمة واستطاع قتلها وإخفاء آثار الجريمة وعند إلقاء القبض عليه اعترف أن سبب قيامه بذلك نتيجة اللعبة التي كان يمارسها ورغبته في اكتشاف ذكائه من خلال تطبيقه للعبة فكانت المعلمة ضحية هذه الألعاب.
أيضاً انتشار ضاهرة الانتحار الجماعي من خلال ممارسة الشباب للعبة الحوت الأزرق والدخول في عالم مجهول نتيجة هذه اللعبة.
كما أن هذه الألعاب قد تتسبب في حدوث خلل ثقافي حيث كان الشباب سابقاً يقضون أوقاتهم في قراءة الكتب والقصص مما ساهم في بناء شخصياتهم.

*بدائل وحلول
ومن الحلول والمقترحات للحد من انتشار هذه الألعاب بين الفئتين هي:
الرقابة الأسرية التي تسمح للأبناء باستخدام أجهزتهم في أوقات محددة ساعة أو ساعتين في الأسبوع والإشراف عليهم لمعرفة نوعية الألعاب التي يمارسونها،
وشغل أوقاتهم في أنشطة أخرى كالقراءة وتفريغ شحناتهم الاندفاعية بطريقة إيجابية تعود عليهم بالنفع من خلال شغلهم بألعاب إلكترونية تعليمية.
بالإضافة إلى تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية كالنوادي وعودتها إلى ما كانت عليه سابقاً.
*عيادات إرشادية
ومن الطرق العلاجية لمدمني الألعاب الإلترونية هي: تحويلهم إلى عيادات إرشادية خاصة يمكن أن تقدم لهم برامج نفسية تساعدهم على التخلص من آثار الإدمان السلبية.
كما يمكن للأسرة أن تعطي مساحة كبيرة لأبنائها من خلال الجلسات الأسرية الحميمية ومنعهم من استخدام الجهاز أثناء الحوار في هذه الاجتماعات.

وأكد محمود بن سعيد الحراصي تخصص “ماجستير إدارة تكنلوجيا المعلومات”

إلى إن من أسباب انتشار الألعاب الإلكترونية بين فئة الأطفال والشباب كثيرة ومن أهمها :
عدم الوعي بمخاطرها، سهولة الحصول عليها، توفر الأجهزة التقنية، الإعلانات المغرية للعبة، ضعف الرقابة من قبل الوالدين، ووجود ألعاب تحفز على اللعب الجماعي.
*إيجابيات
وتتمثل الآثار الإيجابية لهذه الألعاب بالنسبة للفئتين في:
الإطلاع على الجديد في مجال التقنية، تعويد الناشئة على التعامل مع مختلف الوسائل الحديثة.
*آثار سلبية
أما الآثار السلبية:
فتكمن في ضياع الوقت والمال، تدني المستوى التعليمي، ظهور سلوكيات سلبية يتعلمها الأشخاص من بعض الألعاب، الانطواء، والعيش في عالم وهمي، ظهور حالات ابتزاز لدى بعض اللاعبين.
أما الآثار الصحية:
فيمكن أن تصيب المدمنين عليها:
بالسمنة، الكسل، ضعف النضر، وآلام في الرقبة.
*طرق علاجية
ومن أبرز الحلول والمقترحات للحد من انتشار هذه الألعاب والطرق العلاجية التي يمكن اتباعها مع مدمنين هذه الألعاب:
أولاً وأخيراً لا بد من وجود الرقابة سواء من قبل الجهات الحكومية أو الوالدين، التوعية في المساجد والمدارس والنوادي المختلفة، تحديد أوقات ومكان استخدام هذه الألعاب وتحديد نوعية هذه الألعاب للحفاظ على أبنائنا وفلذات أكبادنا ونشوء جيل قوي مبدع وفعال .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights