8 آذار/ مارس.. اليوم العالمي للمرأة!
د. حميد أبو شفيق الكناني
كاتب إيراني
من هو الجلّاد؟!
إذا كان التاريخ على شكل مثلث؛ فهي الضحية من ثلاثة أبعاد، وإذا كان التاريخ على شكل مربع؛ فهي الضحية من أربعة أبعاد، وهكذا…
إنها هي الضحية؛ فمن هو الجلاد؟!
منذ البدء كانت الأنثى و ما زالت الأنثى وستبقى الأنثى سابقة وحاضرة ولاحقة، فمنذ تكوينها تبحث عن وطن لجبينها، وما زالت هي المسألة الكبرى العالقة التي اتفق الجميع على ظلمها بأغلبية ساحقة.
منذ ظهور الفلسفة والفلاسفة على التوالي والتواصل، سقراط ثم أفلاطون، ثم أرسطو، وبعد ذلك الاسكندر المقدوني وفتوحاته الشهيرة، وتستمر القائمة…
فقد كان تهميش المرأة على رأس قائمة اللوائح القانونية في الحضارة اليونانية، وتلتها الحضارة الرومانية، وما قوم لوط منكم ببعيد!
وفي الحب ظهر “فالنتين”؛ ذلك القسيس القديس المتمرد المتهور الذي يخدع نفسه ليخادع غيره، حيث كان سلوكه الأخلاقي ومشروعه الديني في تزويج العشاق وفق السنن المسيحية الممنوعة آنذاك تهديداً لأمن الإمبراطورية الرومانية، فهلك وأهلك، وكان حقه المنع والطرد؛ لكنه أعدم، وصار حلقة وصل وخيط حرير للأكذوبة الناعمة التي طالما حذر منها أنصار المرأة، كما قال نزار قباني:
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيها
ولكن المرأة المسكينة صدّقت وتعلقت، ورب نفس عشقت مصرعها! ورب نفس أفعالها أفعى لها!
وظل مسلسل الاستعباد والاضطهاد والاستبداد دائماً وأبداً يقصد المرأة وحدها؛ ولأنها أنثى ضعيفة البنية ورقيقة العاطفة لا حول لها ولا قوة.
حتى جاء التطور الذي نقلها إلى عالم الموضة، عالم التلوين والتلميع؛ ففرضت على نفسها الزينة والبهرجة والزخرفة لتدفع ضريبة باهظة الثمن، إذ كان حظها كبيرا من الأمراض النفسية والجسدية؛ كالعقم، ومرض السكر، والكآبة، والطلاق، والعنوسة، وما لا يذكر.
وظلت المصائب لا تأتيها فرادى!
وللمرأة مع الرجل حكاية، لها بداية وليس لها نهاية، كما لحديث كاتب هذه السطور الذي لا ينتهي بخاتمة.
وبشكل عام لمن يكن الرجل فارس أحلامها ولا مرهم آلامها؛ فطالما طواها بالنسيان أو كواها بالهجران وتركها تتحمل الفوت أو تنتظر الموت.
الأمر الذي دفع بأحلام “مستغانمي” أن توصي وتنصح بنات بلدتها وجلدتها:
“أحبيه كما لم تحب إمرأة، وانسيه كما ينسى الرجال!
وأما الحب فهو أسطورة مسطورة ومنقوشة محفورة في صفحات كتب التاريخ على مر الدهور وكر العصور”.
ولكل قاعدة استثناء
فالحب قيس واحد:
عشق، فصدق، فمرض، فجن؛ فمات!