من الظواهر السلبية.. مياه الأودية العذبة تستقر في الأخوار
درويش بن سالم الكيومي
لقد حبا الله سلطنة عُمان بالكثير من الموارد المائية الطبيعية؛ مثل العيون، والأفلاج، والأحواض الثلاثة “المسرات، النجد، رمال الشرقية” ذات الكمية الغزيرة من المياه العذبة، وتعد سلطنة عُمان من المناطق الجافة وتقع ضمن المناخ الذي يتميز بموسم الأمطار الغير منتظم؛ حيث يبلغ المعدل السنوي حوالي 100 ملم، ورغم قلتها إلا أنها تعد المصدر الأساسي من الموارد المائية، وتشكل المياه الجوفية في السلطنة نسبة 83 %، وأما المياه السطحية لا تصل إلا لنسبة 5 %؛ وهي المياه التي تجري في الأودية بعد نزول الأمطار الموسمية وتستخدم في ري المزروعات، ومن ثم إنشاء سدود التغذية؛ مثل سد وادي تنوف في نزوي، وسد وادي غول في الحمراء، وسد وادي الخوض في السيب، وسد وادي ضيقة في قريات، وسد الجبل الأخضر، وسد وادي الجزي في صحار، وسد وادي الفليج في صور، وسد وادي الأنصب في مسقط، ولقد تعرضت السلطنة إلى أشد الأعاصير؛ وهي جونو 2007م ، فيت 2010، مكونو 2018م، شاهين 2021م.
قال تعالى {…وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}-[من الآية رقم 30 من سورة الأنبياء].، في الحقيقة شاركني في هذا الموضوع, صقر بن عبدالله البلوشي -عضو سابق بالمجلس البلدي بولاية البريمي- فنحن اليوم نتحدث عن الفترة القادمة والتي سوف تدخل في صراعات بسبب شح المياه حول العالم، فلا بد من المحافظة على هذا المورد المائي المهم جدا، وبث الوعي في استخدام المياه وإيجاد ثقافة مجتمعية للحفاظ عليها؛ وهذا الدور لا بد بأن نناشد به كافة المجالس البلدية بحكم الاختصاص المباشر؛ وهو يعتبر دور يقدمه المجلس الموقر للمجتمع وللمؤسسات الأخرى ذات العلاقة، ولا ننكر الدور الكبير الذي قامت وتقوم به الوزارة الموقرة في إنشاء سدود التغذية، ولكن مجرد أنها تمتلأ بالكم الهائل من المياه العذبة؛ تفتح القنوات وتذهب بعض المياه إلى جوف الأرض، وبقية المياه تمشي حتى تصل إلى الأخوار والبحر دون الاستفادة منها، لا في الطاقة ولا الشرب ولا الزراعة، وإنما تصلنا مياه التحلية من البحر والتي تشكل نسبة 10% ذات الصدى الذي يتراكم في التوصيلات المنزلية وتسبب لنا الأمراض الجلدية وتساقط الشعر والترسبات داخل الجسم وغيرها من السلبيات، ولا تصلح المياه للشرب إلا للاستخدام الآدمي للاستحمام وسقي الزراعة، ويتكلف المواطن إلى شراء مياه الشرب العذبة من المحلات التجارية.
وهنا نود أن نشيد بإحدى التجارب لإحدى دول الخليخ في عمل أكبر خزان أرضي على مستوى العالم؛ حيث تتجمع به مياه الأمطار، ومن ثم تدخل به عملية التحلية والتصفية، ويستفاد من المياه في إنتاج الطاقة، وللشرب، والزراعة، وهي تجربة رائعة في تجميع مياه الأمطار، ونحن على يقين بأن الوزارة الموقرة ترصد كل الملاحظات والسلبيات التي يعاني منها المواطن وتأتي بسبب الظروف المائية في كافة ربوع السلطنة الحبيبة، وأملنا كبير في تحقيق هذه الغالية وبأن تكون ضمن أولويات المشاريع التنموية الكبرى في المرحلة المقبلة بحول الله تعالى.