التمظهر الاجتماعي وعلاقته بالهوية العُمانية
خميس البلوشي
تعيش الأيدولوجيات البشرية في العديد من الممارسات كظواهر اجتماعية تظهر لنا على نمطيات مختلفة ومتعددة، ما أنزل الله بها من سلطان، فظاهرة التمظهر الاجتماعي يشير إلى ظاهرة أو سلوك أو تلك الظواهر التي تظهر في المجتمع بهدف التكيف البشري بالجانب التكاملي بصفة عامة مع المجتمع بشكل عام أو مع مجموعة معينة ومحددة. ويعكس التمظهر الاجتماعي عن كيفية قيام بعض الأشخاص بتكوين صورة خارجية تعبيرًا عن هويتهم أو انتمائهم الاجتماعي، ويمكن أن يظهر ذلك التمظهر في اللغة بلسان أعوج واللبس والسلوك الخارجان عن هوية ذات المجتمع، وللأسف كذلك في كثير من الاختيارات الشخصية، وذلك بهدف التأثير على انطباع الآخرين أو التأقلم مع المجتمع والانغماس به. ويمكن أن يكون التمظهر الاجتماعي ناتجًا عن عدة عوامل، مثل التمايز أو الضغوط الاجتماعية، والتوقعات الثقافية، ورغبة الأشخاص في الاندماج داخل عادات المجتمع وهويته. ويتغير التمظهر الاجتماعي باختلاف السياقات الثقافية والاجتماعية في المجتمع كل حسب توجهات الأشخاص وميولهم، وقد يكون هذا التمظهر، تمظهرا تمثيلا اجتماعيا لدور معين، أو يمكن أن يكون تمظهرا حقيقيا وواقعيا.
في النهاية، يعكس ذلك التمظهر الاجتماعي جانبا من التفاعل بين المجتمع وأفراده، حيث يسعى الأشخاص إلى التفاعل والتكيف بطريقة تعكس قيم وتوقعات المجتمع الذين ينتمون إليه.
ويكون فهم التمظهر الاجتماعي ذا أهمية بالغة في سياق المجتمع لمجموعة من العوامل، أهمها:
التواصل الاجتماعي، حيث يسهم ذلك التواصل في فهم التمظهر الاجتماعي في تحسين التواصل بين أشخاص المجتمع، وذلك عندما يكون ذلك الفهم متبادلا لأساليبه وتكامله الاجتماعي، ويمكن تحقيق علاقات أكثر فعالية وتفاهم أعمق. وكذلك عاملا التكامل الاجتماعي وفهم الثقافة المجتمع.
يلعب التمظهر دورا في عملية التكامل الاجتماعي، حيث يمكن للأفراد استخدامه كوسيلة للتأقلم مع قيم وتوقعات المجتمع المحيط بهم، مما يعزز إدماجهم في البيئة الاجتماعية. وحيث يعكس التمظهر الاجتماعي تقاليد المجتمع وقيمه، مما يساعد في فهم العادات والتقاليد وثقافة ذلك المجتمع، والتي تحكم التفاعلات الاجتماعية، وهذا ما يشجع على الاحترام والتقدير المتبادل بين الأشخاص.
وكذلك عاملا تقوية هوية المجتمع الاجتماعية، والحد من التوترات به، حيث يساعد التمظهر الاجتماعي بتعزيز نمطية الهوية الاجتماعية للأشخاص في المجتمع ذاته. عندما يكون لديهم فهم جيد لذلك للتمظهر حتى وإن كان خاطئا، ويمكنه بناء صورة أفضل لأنفسهم وتعزيز فهمهم وانتمائهم للمجتمع الذي ينتمون إليه، وفهم ذلك التمظهر، يقلل من التوترات والتصادمات الاجتماعية، حيث يساعد الأشخاص في تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى التمييز والتفاعلات السلبية الغير مرغوبة. وأما عامل التعزيز والاحترام والتقدير والتنوع، فإنه يسهم فهم التمظهر الاجتماعي وفي تعزيز قبول التنوع والاحترام المتبادل بين شخوص المجتمع.
وللفهم العميق لطرق التمظهر الاجتماعي بأن يقوي الروابط بين فئات المجتمع وثقافاتهم، ومن إيجابيات ذلك التمظهر الاجتماعي، تحقيق التكامل في المجتمع، وبناء الهوية الاجتماعية، وتعزيز التواصل الاجتماعي.. ولما له من إيجابيات، كذلك له عدة جوانب وظواهر سلبية؛ كفقدان الأصالة والنفاذ، وزيادة الضغط النفسي والتوتر، إضافة إلى التفرقة بين الطبقات الاجتماعية، وهذا ما لا يحمد عقباه.
ولوجود فرق بين التمظهر الاجتماعي والظاهرة الاجتماعية في سلطنة عُمان، ترجع لعدة عوامل؛ منها التاريخية والثقافية التي تؤثر في الظواهر الاجتماعية في عُمان، العوامل الثقافية والتاريخية في سلطنة عُمان، حيث يتأثر التمظهر الاجتماعي بعوامل ثقافية واسعة ممتدة التاريخ بتنوعها، ويظهر التمظهر الاجتماعي كطريقة للتعبير عن الانتماء إلى التراث والقيم العمانية الأصيلة، ويمكن أن يكون هناك تفاعل بين العناصر التقليدية والعصرية في مظاهر الأشخاص؛ مما يعكس التنوع الثقافي الفريد. وتأثير ذلك التمظهر الاجتماعي على الهوية الثقافية في سلطنة عُمان يمكن أن يسهم في تعزيز الهوية الثقافية؛ حيث يتم توظيف العادات الاجتماعية واللباس التقليدي كعناصر منفصلة تساهم في تحديد الهوية العُمانية الفردية، وهذ ما يثير مقارنة بين التأثيرات وردود الفعل في المجتمع العُماني مقارنة بالمجتمعات الأخرى.
ولإعادة تسليط الضوء على أهمية فهم وتقدير التمظهر الاجتماعي، يركز على تأكيد أهمية التوازن بين الالتزام بالمجتمع والحفاظ على الهوية الفردية في المجتمع العُماني، وقد يكون التمظهر الاجتماعي مقبولًا بشكل أوسع نظرا لتقبل المجتمع للتنوع والاحترام المتبادل. في حين أن الظواهر الاجتماعية قد تكون أكثر تأثيرا على الهيكل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية في المجتمع العُماني.
فالتمظهر الاجتماعي والظواهر الاجتماعية في سلطنة عُمان تمثل جزءا أساسيا وهاما من الديناميات الاجتماعية وتفاعلها، إذ يجب علينا فهم الفروق الفردية والثقافية واحترامها، مع الحفاظ على التوازن بين التماشي مع المجتمع والحفاظ على الهوية الفردية.
في نهاية المطاف، يسهم الحوار والتفاهم المتبادل في تعزيز التفاعل الاجتماعي المستدام في سلطنة عُمان، ويظهر التمظهر الاجتماعي في سلطنة عُمان كظاهرة تعبيرية عن الهوية الثقافية ويشكل جزءا من التراث الاجتماعي. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل معه بعناية للحفاظ على التوازن بين الالتزام بالمجتمع والحفاظ على الهوية الشخصية.