يوم المعلم
عبدالله بن حمدان الفارسي
تحتفل السلطنة بيوم المعلم بتاريخ ٢٤ فبراير من كل عام، ونظراً للدَّور التربويّ والتعليميّ والتوجيهيّ الذي يقوم به المعلم، فقد أولت حكومتنا الرشيدة اهتماماً خاصاً للمعلم؛ تكريماً له، ولجهوده الجبارة التي يقوم بها من أجل إنشاء جيلٍ متعلم وعلى قدْرٍ كبير من الوعي والإدراك.
إن اعتماد الدول التي تسعى جاهدةً لمواكبة عجلة النموّ والتقدم والتطور في كافة المجالات، ما عليها أولاً إلا أن تُولي المعلم اهتماماً جديراً به، ويليق بمهنته الراقية، لِما يحمله من عبءٍ وثقل بالمهام المناطة به، حيث يُعدّ الركيزة الأساسية والمظلة الآمنة لإخراج جيلٍ بإمكانه حمل راية العِلم بكل كفاءة، جيلٌ لديه القدرة والمقدرة على تحمّل مسؤولية نقل الوطن من حَسنٍ إلى أحسن.
إن للمعلم مكانة يجب علينا التكاتف جميعاً لتعزيزها، وتقديم وتسهيل كل ما من شأنه أن يؤدي دوره المشرّف بكل اقتدار، وتهيئة الظروف والوسائل التي تكون أداة تيسير وتسهيل لواجباته التربوية والتعليمية.
وما يجب على المجتمع بكافة طوائفه وفئاته إلا أن يولي للمعلم الاحترام والتقدير الذي يليق بمكانته ومهمته المقدسة، وأن يساعده قَدر الإمكان في إنجاز ما هو موكولٌ إليه.
إن الدول لا يمكن أن تتقدم وتتميز عن نظيراتها إلا من خلال تعليم أبنائها، والآخذين على عاتقهم الحفاظ على مدخراتها ومقدراتها، والمضيّ بعد ذلك في زيادة معدلات النموّ والتطوّر، ومواكبة كل جديد ونافع على الساحة العالمية.
كل ما ذُكر لن يأتِ ولن يتحقق إلا بالجهود المخلصة التي يقوم بها المعلم في تنوير النشء، وترسيخ مبادئ العِلم وأهميته في عقول الأجيال على اختلاف فئاتهم السنية، ولا يقتصر دور المعلم بواجبه التعليميّ في دور العِلم فقط، فهناك أيضاً مسؤولية الوعي التربوي والتوجيهي والترغيب في العلم.
أهمية المعلم ودوره الفاعل في تحسين المجتمع وتنويره لم يتغافل عنها ديننا الحنيف، فنحن أمةٌ إسلامية واجب علينا قبل غيرنا من الأمم أن نولي العِلم والمعلم أهمية قصوى، فإن أول تكليف وأمر لمعلم البشرية وسيدها محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- (اقرأ) قبل أن يُكلف بالدعوة والإرشاد والتوجيه، ومن هذا المبدأ يجب علينا أن نبدي للمعلم الاحترام والتقدير الشخصيّ له، والاعتزاز به وبرسالته النبيلة.
وكل عام وعماننا الغالية بخير، ومعلمنا ومجدد نهضتها السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه بخير.