درويش بن سالم الكيومي
في الحقيقة، إن كل فرد في هذا البلد، غيورٌ على ولايته وقريته وحلته السكنية، ويحاول بكل ما يستطيع بأن يكون عنصراً فعّالاً في المجتمع من خلال إرسال ملاحظته بالتصوير والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى تصل إلى الجهة المعنية الموقرة، ولكن للأسف، فبعض الملاحظات تكون على حساب جهة واحدة ظنّاً منه أنها هي الجهة المسؤولة عن كل الخدمات بالولاية، وفي نهاية الأمر لا يأتِ الردّ على ذلك المجهود المتخبّط إذا وقع الخطأ الفادح في إيصال تلك المعلومة، على سبيل المثال: البلدية ليست هي الجهة المسؤولة عن كل الخدمات العامة.
وأنا لست ممن يدافع عن البلدية بل أنا أتحدث عن الملاحظات بشكلٍ عامٍّ في محافظة شمال الباطنة ابتداءً من ولاية شناص إلى ولاية السويق، ونكرر ليست كل الخدمات تنفذها البلدية، هناك جهات مختصة تتبع لها البلاغات والملاحظات مباشرةً، وبموجب ذلك تقوم باستقبال الملاحظة بكل رحابة صدر وطيب خاطر، والتواصل مع المواطن أو المتصل حتى تتم معالجة ما وردَ من ملاحظة في ذلك الموقع من الولاية، فهنا تأتي ثقافة المجتمع الذي يحتضن الجميع، فأيّ مواطن لا يدرك من هي الجهة المختصة يجب عليه أن لا يتسرع في نشر ونقل المعلومة وهي تختص بجهة أخرى، وربما أنه تسبب في الإساءة من خلال النشر والتصوير والكتابة والمسمى، ولا يستبعد أن تدخل بعض التصرفات والتبعات إلى مساءلة قانونية لا قدّر الله. ومن تلك الملاحظات السلبية التي ليست لها علاقة بالبلدية: العمالة الوافدة السائبة في الطرقات، تتصدى لها دائرة العمل، الكهرباء والتوصيلات شركة نماء، معابر مياه الأودية وتنظيفها وتحديد مساراتها ومجاريها من الجبل إلى البحر وصيانة الطرق العامة تتبع دائرة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، نظافة الشواطئ يتبع مركز هيئة البيئة بالولاية وشركة بيئة، توفير ونقل مخلفات النظافة العامة من مجمعات أو حاويات تجميع المخلفات مسؤولة عنها شركة بيئة، الأودية والصيادين وبناء الغرف والشواطئ تتبع دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، خدمات الاتصالات تتبع الشركات المختصة، وزارة الصحة تقدم الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية، وزارة الإسكان والتخطيط العمراني إذا كانت هناك تداخلات في الأراضي. الكل يقدم خدمة جليلة للمواطن، فحتى لا نسيء الظن يجب علينا أن نتأكد قبل نقل ونشر المعلومة إلى الجهة المعنية، وبهذا نكون قد ساهمنا مساهمةً فعّالة في خدمة الولاية بالدور الإيجابي الذي له بالغ الأثر عند المسؤول المباشر في الدائرة الموقرة.
نأمل في المستقبل أن لا يكون هناك استعجال في إرسال الملاحظة الخاطئة إلى البلدية، لأنها ليست الجهة المسؤولة عن كل الخدمات العامة في الولاية.
فعلينا إخوتي الكرام أن نوجه ملاحظاتنا إلى الجهة المختصة، وعلينا أن نسأل عنها قبل أن نرسل أو ننشر مقطع فيديو أو تغريدة أو نشر ملاحظة على الواتس أب، أما البلدية فهي جهة حكومية تقوم بتطوير المدن والقرى الساحلية والجبلية وإنارة الطرق الداخلية وتجميل الشوارع وتنظيم الأسواق العامة والشعبية، وتصريف مياه الأمطار التي تعرقل حركة السير، والمحافظة على النظافة من خلال فرق التوعية، بالإضافة إلى الخدمات التي تخصّ المحلات من لوائح تجارية، والترخيص البلدي وعقود الإيجار وإباحات البناء وغيرها من الخدمات، جهود خدمية تقوم بها البلدية والفروع الأخرى التابعة لها في ولايتي السويق.
