أضغاث مشاعر ..
عبدالله بن حمدان الفارسي
على أطراف مشاعري أدنو منكِ بهدوء المختلس العاشق، من أجل ألّا أوقظ قلبكِ الحنون من سُباته، ومن أجل أن يبقى رمش عينيكِ ساهياً على ضفة شطآنكِ النَّضِرة، ولكن في الوقت ذاته أبيحُ لمشاعري أن تسترقّ شمّ عطرك، ما كان مباحٌ لمشاعري أن تجثو إلا لكِ، ولا متاحٌ لنبضات قلبي أن تنسج وتُحيك حُبّاً إلا شغفاً بكِ.
يا زائرتي خجلاً في المنام، ممن هذا الخوف؟ وعمّن تتوارين حياءً وأنتِ في بلاط أحلامي؟ من يجرؤ سواكِ أن يقتحم محراب غفوتي، ويبدد مناسك خلوتي، فحين تنهكني أضغاث أفكاري أسدِل ستار الودّ لأُبحِر في عالمِك، الذي ما زلتُ واقفاً على عتبات أبوابه، فالخيال تحت مظلة حبكِ هو بحدّ ذاته واقع، جميلةٌ دقّة تفاصيله.
أقرؤكِ في عيون الكون مفرداتٍ رائعة، تثير وتُلهم مخيلتي إبداعاً؛ لتنتشي بها مشاعري طرباً، أبحث عنكِ وأنتِ ما بين سطور أفكاري وبَصري، أرتقب إطلالة ضياءكِ،، أحلم بكِ في صحوتي، وفي غفوتي، وفي عزّة واقعي.
أعلمُ يقيناً بأن للسفن مراسٍ، وللقطارات محطات، وللبدايات نهايات، ولكن ما أجهله أني لا أجد للحظّ معكِ أية مسارات إليكِ، أفترش وهماً، وألتحف خيالاً، فقط من أجل أن أتعايش مع طيفك، أتصفح ذاكرة الزمن، أبحث عنكِ عبثاً؛ لعلني أجدكِ طلاسم بين دفاتر الحلم لا تُقرأ.
تحت ظلال العدم وما بين أهداب الظلام، يتوارى طيفكِ بين أزقّة المستحيل، أتتبّع خطاه، متوجساً ضَياعه، أجتهد ألّا أفقده، وأحرص ألّا يسلبني الوقت فرصة اللقاء بكِ، لن ينفد صبري، ولن ينضب خيالي، طالما أن أبواب الأمل مشرعة لأحلامي.