2014
Adsense
مقالات صحفية

إلى متى تتكرر المآسي؟؟؟

خليفة بن سليمان المياحي

عندما نطالع الأخبار بأن منخفض جوي قادم إلى وطننا الغالي ( سلطنة عُمان )؛ فإننا نفرح، حيث الغيث ورحمة الله سبحانه وتعالى ستهل علينا بهطول الأمطار التي ستخصب الأرض، وتنبت الزرع وتدر الضرع، وتغسل البيئة من سهولها وجبالها، وحتى المنازل وجميع المباني من الأتربة العالقة عليها، وفي موسم الصيف تنخفض درجات الحرارة؛ لهذا تجد الجميع يترقب ذلكم المشهد الرائع، فيسعد بتلك الحظات الجميلة ويتمنى أن تستمر، حيث تتناقل مشاهد هطول الأمطار من هنا وهناك من جميع محافظات السلطنة؛ فيزداد فرحنا وتكتمل سعادتنا، لكن للأسف الشديد هناك ما ينغص تلك السعادة ويعكر صفوها؛ فعندما نسمع ونشاهد عن تكرار المآسي والفواجع لفقد عدد من أبناء الوطن من مختلف الفئات (رجال ونساء وأطفال ) متأثرين بجرف مياه الأودية لهم- ومن يقدر الله عليه ذلك دون سبب نعذره- ولكن ما يحز في النفس ويبعث الألم أن بعضهم يتسبب في هلاك نفسه ومن معه بمجازفته عبور مياه الأودية رغم أنه يرى بأم عينه أن الكثيرين قد وقفوا على جانبي الطريق لانتظار انخفاض منسوب جريان المياه؛ فإذا به يخرج من بينهم ليعبر الوادي غير مباليا بالنصح الذي يتلقاه من موقعه من أولئك المنتظرون، وغير مباليا بالتعليمات والتنبيهات التي أعلنتها وتعلنها الجهات المختصة! وحقيقة لم أستطع تفسير سبب تلك المجازفة!

ولو كانت المجازفة تقتصر على فرد واحد (سائق السيارة مثلا ) لهان الأمر، لكن أحيانا تكون معه أسرته ( زوجته وأولاده)، وهم خاضعون تحت تصرفه ولا يملكون من الأمر شيء، ولا يستطيعون منعه، فبأي ذنب سيهلكون؟ إلا أن ابتلاهم الله بشخص لا يبالي في أرواحهم، ولا يكترث بعواقب الأمور، وما يمكن أن يؤول إليه الأمر؟!

ثم أنه لا يقف الأمر إلى هنا فحسب؛ بل المتهور سيتسبب أحيانا في هلاك رجال الشرطة الذين نذروا أنفسهم لحماية المواطنين وتهيئة ظروف السلامة لهم؛ فتجدهم يغامرون بأنفسهم يخوضون الأودية، ويعملون جاهدين لإنقاذ ما يمكن انقاذه، وأحيانا قد يكونوا هم الضحايا.

إنني ومن منطلق حبي لوطني أقول؛ بأن خسارة أي فرد في بلادي هي خسارة للوطن سواء كان الفرد مواطنا أو من رجال الشرطة، وخسارة الأرواح لا تعوض؛ فلنحرص على أرواحنا وأراوح أولادنا وأزواجنا، ونحرص على أن لا نقحم رجال الشرطة في مأزق تكون سبب في هلاكهم.
وأسأل الله أن يحفظ الجميع من كل مكروه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights