خلفان بن ناصر الرواحي
تنفس أيها الكون، وابتسمي أيتها الروح المتعطشة للبهجة والحياة الطيبة، وغرّدي أيتها الطيور الجميلة، واسكبي أيتها السماء المغيمة من ماء الحياة، ورشي علينا قطرات المطر رويداً رويداً، وعانقي يا أرضنا المتلهفة للعناق بينك وبين السماء لتسود ربوعك الطمأنينة والسكينة والبساطة والصدق والصفاء، وهبي علينا يا نسمات الحياة بنسائم الفرح والسعادة والعيش الكريم، واكرمينا بتلطيف هذا الكون من عوالق العوادم البشرية التي فتكت بكل ما هو جميل ويسر الناظرين، وترفقي يا ربابة عند مرورك وملامسة قمم الجبال الشامخة، ليسيل النبع رقراقاً ونقياً عذباً سلسبيلا.
ما أجملها من لحظات، وما أروعها من لوحة جمالية تجّلت قبل شروق الشمس، وتلاقت السماء والأرض بحركة السحاب والغمام، لتشكل لوحة رائعة كتلاقي الأحبة والإخوة المخلصين، وكأنها تعلمنا درساً خاصاً للتقارب، وفتح قلوبنا لبعضنا بعضا رغم بعد المسافات، ورغم امتداد المساحات بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، فهنا يظهر مكمن الذات، وقوة الإرادة، وسماحة النفس للتواصل والوحدة، وروح العزيمة الصادقة لإحداث ما هو أجمل؛ لتسود المودة والتعايش بسلام.
فهكذا هي الحياة جميلة ورائعة بجمال قلوبنا ونقاء سرايرنا، وعلينا دائماً التفاؤل لنعيش بها سعداء، فلا يفوز بمعارك الحياة الأقوى أو الأسرع ولكن إن عاجلاً أو آجلاً الذي يفوز هو من يعتقد أنه يستطيع أن يتجاوز الزلات، ويقف دائمًا على حد الوسطية بين اتزان المعنى وضده من حب وكره، وحق وباطل، وعدل وظلم ليعيش بسلام ويخلد ذكره، ويبقى شامخًا كشموخ الجبال.
