سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد المجيد
Adsense
مقالات صحفية

عمان وتونس، جسر التواصل

محفوظ بن خميس السعدي

العلاقات العربية تواقة دائماً إلى التجديد والتحديث، وإلى التواصلية للاستمرار بدفع عجلة التعاون الثنائيّ وازدهارها وانعكاسها بنتائج طيبة على شعبَي البلدين، وفي بعض الأحيان قد تتعرض هذه العلاقة لنوعٍ من استحالة اللقاء بسبب عارضٍ عالميٍّ كما حدث في أتون أيام كورونا، أو عارض بيئيّ كالأعاصير، أو بسبب زخم الاحداث الجسيمة التي تحدث في العالم.

وفي أجواء مسقط الشتوية، عُقدت بنهاية شهر يناير من العام الحالي اجتماعات الدورة السادسة عشرة للّجنة المشتركة العُمانية – التونسية برئاسة مشتركة من معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية، وأخيه معالي السيد نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عن الجانب التونسي، ومشاركة أعضاء وفدَي البلدين الذين يمثلون مختلف القطاعات المختلفة.

وجاء في البيان الصادر عن اللجنة المشتركة إشادة من كِلا الجانبين بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين بفضل التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السُلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه سيادة الرئيس قيس سعيّد – حفظهما الله، ومتانة العلاقات الثنائية المتميزة بين الشعبين وانعكاسها على الحركة الاقتصادية والسياحية والثقافية في كلا البلدين.

ويحضرني في هذا المقام كتابٌ قمتُ بقراءته مؤخراً هو كتاب: العلاقات الحضارية العمانية التونسية للدكتور سالم بن سعيد البحري، الذي سبَر فيه الماتب أغوار هذه العلاقة الطيبة الإنسانية الخالدة بين الجانبين عبر مختلف العصور وعوامل التقارب والتشابه بين السلطنة والجمهورية، وقام بإبراز جغرافيّة المكان والتاريخ فيهما، وتبيان العلاقات الحضارية بين عمان وتونس منذ دخول الإسلام إلى بلاد شمال أفريقيا إلى وقتنا الحالي، وركّز الكتاب أيضاً الذي يتكون من ستّة فصول على تميّز وتفرُّد هذه العلاقة الراقية والراسخة بين البلدين. والشيء بالشيء يُذكر هنا حقيقةً وهو سَعي مجموعة من الشباب من تونس ومن عمان لبناء نوعٍ من الجمعية أو الملتقى يحتفي بالكُتّاب والأدباء والمفكرين والاقتصاديين من كِلا الجانبين في شكل جمعية لها اختصاصاتها وأقسامها وتوجهاتها التي تصبّ في مصلحة الإثراء الفكري والمعرفي واستحضار الثراء السياحي والتنوع الاقتصادي بين البلدين، وضمت هذه المجموعة كوكبة ظلت تتواصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي تحت مسمى:
عمان وتونس جسر التواصل، ومن ثَمّ اختفاء بريقها بسبب عراقيل إدارية، آملين من أعضاء هذه اللجنة إحياء هذا المشروع الحضاري الذي تتكاتف فيه جميع الأيادِي من أجل إنجاح فكرة عمان وتونس جسر التواصل لتكون مظلة للأنشطة الثقافية والأدبية والاجتماعية والعلمية، وهمزة وصل وتواصل بين أطياف المجتمع العماني والتونسي، يتم من خلالها إقامة فعاليات ومناشط تجسد روح التعاون والألفة والمودة القائمة، وتبادل الخبرات بين الطرفين، ولتكون هذه الجمعية إحدى أذرع هذه اللجنة المشتركة وتحت جناحها، كما نودّ من القائمين على هذه اللجنة المشتركة بين البلدين النظر بجدية إلى ضرورة إيجاد خط طيران مباشر بين البلدين لِما لهذا الأمر من آثار طيبة على كِلا الجانبين، خصوصاً وأن هذا الأمر يصب في إثراء العامل السياحي واستنهاض وازدهار العامل الاستثماري بينهما، فاستحداث هذا الخط المباشر للطيران كواجهة من وجهات الخطوط الدولية للطيران العام والخاص يعزز ويدعم أشكال التعاون المنصوص عليها في اللجنة المشتركة بين عمان وتونس في كافة المجالات.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights