يوم تولّي جلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم في البلاد، ١١ يناير تقدُّمٌ راسخ
حمود الحارثي
في الذكرى الرابعة لتولّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم في البلاد، وبكل فخر واعتزاز، تستحضر الذاكرة المنجزات التي شهدتها سلطنة عُمان في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والصناعية، ناهيك عن المواقف السياسية الثابتة للسياسة الخارجية المشرّفة نحو القضية الفلسطينية والحرب اليمنية، وغيرها من القضايا والأحداث الإنسانية الإقليمية والعالمية.
وعلى الرغم من الظروف التي صاحبت تولّي جلالته – أعزه الله – الحكم في البلاد، نستذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر: كارتفاع الدَّين العامّ، الذي بلغ أعلى مستوياته مع اتخاذ قرارٍ قطعيّ في ظروف قاهرة بعدم اللجوء إلى الاستدانة من البنك الدولي لتغطية العجز مهما بلغت وتداعت الحاجة لذلك، والانخفاض الحادّ في أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها، والأعاصير التي خلّفت الكثير من الأضرار، وجائحة كورونا كوفيد١٩، والحرب الإعلامية التي شنها الذباب الإلكتروني الموجّه والملقّن في محاولة بائسة للمساس بهيبة الدولة والنيل من الوحدة الوطنية وبثّ روح الفرقة والشقاق، وتقزيم مكانة سلطنة عُمان على المستوى الإقليمي والعالمي، والتطاول على الإرث والتاريخ والحضارة العمانية، والتعدّي على المقدّرات والمنجزات، الهادف إلى إلحاق الضرر المباشر وغير المباشر اقتصادياً وسياسياً وسياحياً وإرثاً تاريخياً … إلخ.
فكان السلطان المفدى – أعزه الله – حاضراً متصدياً بحكمة السلاطين المعهودة لكل ذلك، متسلحاً بالماضي التليد والحاضر المجيد، برؤيةٍ ثاقبة للمستقبل المشرق، متحلّياً بسعة الصدر وسعة الأفق، مطمئن النفس، فقاد البلاد والعباد بكل عزيمة وإصرار نحو نهضة متجددة، وإلى عهدٍ سعيد نشهده اليوم بكل فخر وامتنان لقائدنا المفدى نحن أبناء سلطنة عُمان، مجددين له العهد والولاء والوفاء، ماضين خلف قيادته الحكيمة بكل اعتزاز.
بلا شك، ما كان ليتأتّى ذلك لولا جسارة وإقدام القائد المظفّر -أعزه الله- في اتخاد القرارات الصعبة في ذلك التوقيت الحرج، مُجنّباً سلطنة عُمان آثاراً بالغة الخطورة، فكانت خطة التوازن الماليّ ٢٠-٢٤ أنجع الحلول وأشجع القرارات التي آتت أُكُلها قبل يوم حصادها بفضل الله تعالى، ورؤية عُمان ٢٠-٤٠ التي تسير وفق خطط وبرامج ثابتة واضحة، تخطو خطواتها بمتابعة مباشرة من لدن القائد المفدى، مبشرةً بطفرة تنقلنا إلى آفاق مستقبلية مشرقة، سيجني ثمارها أبناء سلطنة عُمان جيلاً بعد جيل.
أربعة أعوام بحكمة القائد المظفّر كانت كفيلة بنقل سلطنة عُمان من وضع مقلق، بتلاحم أبناء عُمان الأوفياء لترسو السفينة في برّ الأمان، بل وانطلقت إلى آفاق الغد الأفضل بتمكينٍ وعَون من الله عزّ وجل.
إن ما شهدته سلطنة عُمان في العهد السعيد من نهضة متجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى – حفظه الله ورعاه – لهو أبلغ شاهد للتاريخ بأن عُمان قادرة على تجاوز المِحن والنوائب، سيسطرها التاريخ في صفحاته البيضاء، بمدادٍ من الذهب، وسترويها الأجيال المتعاقبة بكل زهوٍ وافتخار، فهي يقيناً أبلغ ردّ لكل من راهن وشكك في قدرتها ولُحمة أبنائها مهما بلغت الظروف وتعددت الأسباب على تجاوز المحن، ليبقى الحادي عشر من يناير المجيد انطلاقة متجددة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وسعادة ورخاء، ينعم في ظلاله كل من يعيش على هذه الأرض الطيّبة التي لا تُنبت إلا طيّباً.
حفظ الله جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وكلأه بعين رعايته، وأدام على سلطنة عُمان وشعبها نعمة الأمن والسلام والتقدم والازدهار – اللهم آمين -.
١١ يناير ٢٠٢٤م