2024
Adsense
مقالات صحفية

عاداتك تدمّر حياتك

وداد بنت عبدالله الجابرية

كُتِب في أحوالنا المدنية بأننا مسلمون، ولكن الإسلام ليس بما تمت كتابته في تلك الأوراق، فالإسلام هو ما تحلو به صفاتك، وهو ما يعلمك تلك الشرائع التى تتبعها، وكل تلك الصفات والشرائع تأتي من ذلك الكتاب المطهّر المُنزّل من فوق سبع سموات، قال تعالى: { ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }- [ سورة البقرة: 2 ]إن هذا الكتاب هو هداية للأمة البشرية بعد رحيل خير الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، فالقرآن هو النهج المتّبع بعد رسول الله، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك من يتبع تلك الشرائع من النهج المبين المضيء للصراط المستقيم؟

فالناس أصبحت تخشى تلك الكلمات التى تؤثر على جرح قلوبهم، نسوا تلك الخشية التي تصلب قلوبهم وتداويها، قال تعالى: {يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ}-[سورة النساء 77]. وقال تعالى: { وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ}-[ سورة الأحزاب : 37 ]، فأصبحت العادات والتقاليد هي النهج الذي يتبعه بعض البشر، خوفاً من القيل والقال، وهم يعلمون بأن البشر لا يصمتون حتى لو أصبح جسده تحت التراب، رغم ذلك، ورغم علمهم بأن تلك الأحاديث مع مرور الوقت تزداد أكثر وأكثر، ومع تلك الزيادة والخشية التي مُنحت لتلك العادات والتقاليد، تهدمت تلك البيوت، تفرق الزوجان، تشتت الأطفال، وإذا سألتهم ما السبب؟ قالوا عينٌ لم تصلِّ على النبي أو سِحر، ولا يعترفون بأن تلك العادات والتقاليد هي من دمرت حياتهم.

إذاً، إن كانت هي العادات والتقاليد من نتبعها، فلماذا نلجأ إلى الرحمن وقت الحاجة؟
لماذا نرجع إليه وكلنا ذنوب لنطلب منه العفو والمغفرة؟
فإن كنت تؤمن بتلك المعتقدات الشيطانيّة فعُد إلى من قادك إلى تلك الطقوس الشيطانية، إذا مرضت، وإذا توفيت، فدَعها تشفيك وتحييك!

صدق العزيز الكريم ،حينما بيّن لنا في بداية كتابه الكريم أنه: {هدى للمتقين}، فالمتقي هو من تتبع نهج تلك الشرائع وأحياء الإسلام، هو من علم بأن ضره ونفعه بيد خالقة، وأن كلام البشر كالرمال، ونحن من نجعلها حجرة كبيرة في طريق حياتنا، فعُد إلى رشدك وافتح عقلك النائم، واستيقظ من سُباتك، فالعادات والتقاليد هي من دمرت حياتك، ولتُصلح ما تبقى من عمرك، ارجع إلى ربك.

تذكر بأنك مميز عند خالقك، فقد ميزك بالعقل، لتتفكر وتتأمل وتتدبر، ولا تكن كالبهائم التي تسلك خلف بعضها البعض، فالله تعالى بين تلك الآيات يذكرك بالعقل. قال تعالى: { كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }-[ سورة البقرة : 242 ]، واحذر أن تكن مع الذي في آخر المطاف يصرخ وتقول: { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }-[ سورة الملك : 10].

أنت تسمع وتعقل، ولكنك خشيت كلمات الناس ولم تخشَ ربك. يصف الله تعالى أمثال هؤلاء: { فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) -[ سورة الملك : 11 إلى 12 ].

لهذا نقول لأمثال هؤلاء؛ اعترف بخطئك لربك، فإنه غفور رحيم، سارع إلى طلب المغفرة قبل أن ينطوي العمر وينغلق باب التوبة، سارع إلى إحياء شريعة الله لتعيش حياة منعمة، فالإسلام دين يسر وليس عسر، والعادات والتقاليد كلها عسرُ في عسر، وخرابُ ودمار.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights