الحادي عشر من يناير، يومٌ يجدد مسيرة النهضة العمانية
درويش بن سالم الكيومي
إن المسيرة العمانية تسير على نهج ثابت وراسخ منذ بزوغ النهضة المباركة في 1970، والتي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، وما زال ذلك اليوم النوفمبري يضيء لنا درب المسيرة، وقد وضع علامة بارزة حافلة بالجهد والعمل والتميز في كل شبر من وطننا الغالي عمان، رحِم الله السلطان الراحل باني النهضة العمانية وأسكنه فسيح جناته، وها هي المسيرة تتجدد مع اليوم الخالد الذي تولّى فيه جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في عمان، رمز الأصالة والحضارة والتراث، وهو الحادي عشر من يناير، يومٌ يؤكد لنا مواصلة الجهد والعطاء والتضحيات لعمان الغالية، وهي تكمل على امتداد هذه الأرض الطيبة التي دعى لها خير البشر سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال:
“رحم الله أهل الغبيراء، آمنوا بي ولم يروني”، دعاءٌ نعتزّ ونفتخر به على مدى الحياة نحن العمانيين، إن مرحلة البناء تضافرت بها الجهود وشملت أطرافها التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية وغيرها من الأنشطة والجوانب التنموية في السلطنة، فخلال الثلاثة والخمسين عاماً الماضية، انتعشت معها تجربة التنمية الاقتصادية التي يفاخر بها المواطن العماني.
إن عمان الحبيبة ازدهرت منذ بداية النهضة وحتى يومنا الحاضر، وما تزال بها عجلة التنمية والخدمات مستمرة، وقد غطت كل شبر بالسهل والجبل في عمان الغالية، حيث ربطت شبكة الطريق السريع المدينة بالقرية، والصحراء بالبادية، حتى أصبحت عماننا وكأنها بيت واحد في التواصل الاجتماعي، بفضل صاحب اليد البيضاء الذي أضاف نقلة نوعية للسطنة، رغم الأيام العصيبة التي مرت على عمان وغيرها من الدول، واستطاع جلالة السلطان أن يتصدى لكل الظروف والأزمات التي كانت تقف عثَرة في طريقه، حيث سعى جاهداً إلى عودة النشاط الاقتصادي، وجلب الاستثمار من الخارج وتذليل الصعاب أمام الدَّين العام، كل ذلك لم يأتِ من فراغ، وإنما من جهد ومشقة وعناء وعمل مخلص، وأيضاً إنشاء صندوق الحماية الاجتماعية ليستفيد منه المواطن من كبار السن وربات البيوت والأرامل والمطلقات والأطفال والأيتام وذوي الإعاقة، بل الكل مستفيد من المنظومة الاجتماعية، ندعُ الله بأن يجعل كل مكرمات صاحب الجلالة في ميزان حسناته، فهو القائد رجل المواقف الحسنة والمحبّ لشعبه الوفيّ وإلى كل الدول العربية والإسلامية والأوربية.
وها هو اليوم جلالة السلطان أعزه الله وأبقاه، يقود مسيرة عمان بخُطىً ثابتة، وبنظرة ثاقبة وحكمة سديدة للمستقبل البعيد، يتطلع إلى مواصلة التنمية الشاملة، وقد كرّس جهده وعطاءه منذ تولّيه مقاليد الحكم بتاريخ 11/1/2020م، وكان خِطاب جلالته أيّده الله واضح جداً وشاملاً من أجل بذل المزيد من العطاء والتعمير والازدهار لخدمة هذا الوطن وأبناءه الأوفياء، نسأل الله عزّ وجلّ أن يديم نعمة الأمن والأمان على وطننا الغالي عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.
وكل عام وانتم بخير