ليست أرضاً مقدسة…
سليمان بن سعيد بن زهران العبري
ليست حرماً يشدّ إليها الرحال…
ليست مسرى ومعراج الرسول -صلى الله عليه وسلم-…
ليست موطن سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء…
ليست موطن معظم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام جميعا…
ليست الصلاة فيها أجرها مضاعف أضعافاً…
ليس لها ذكرٌ في القرآن الكريم ولا حتى في السنة النبوية الشريفة بصفة مباشرة…
ليست ذات ثروة وأطماع اقتصاديّة…
نعم، إنها أرض كأي أرض من بقاع العالم، لا يميزها أي شي أبداً عن غيرها من النواحي الدينية أو الاقتصادية؛ إلا أنها أرض من الأراضي الإسلامية، يسكنها عرب مسلمون، والمسلمون مع بعضهم بعضاً لهم ما لهم وعليهم ما عليه، جميعهم تحت راية لا إله إلا الله محمداً رسول الله، هم سنداً لبعضهم بعضاً حتى لو بَعُدت المسافات وقلّت الاستعدادات، إلا أن الهِمم العالية والإيمان القويّ الصادق تُحرك المشاعر وتقوي العزيمة، لا سيما وإن كانت فيها اعتداءات غاشمة تنال النساء والأطفال وكبار السن والأبرياء؛ هنا تتحرك الغيرة ويُعلن الجهاد…
قصيدةٌ واحدة فيها استغاثة وطلب النجدة حرّكت جيشاً في نفس اللحظة، ولم يتوقف حتى حرر تلك الأرض من أولئك الغاصبين، وقتّلوا وشرّدوا وطُردوا لديارهم؛ وكان النصر حليف أهل الحق بحمد الله وقوته، وما النصر إلا من عند الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبة….
إنها قصيدة الزهراء السقطرية حينما أرسلت للإمام الصلت بن مالك الخروصي إمام عُمان آنذاك، حينما اعتدي عليهم في جزيرة سقطرى ولم ينم حتى حررها وطهرها منهم، وهي كما أشرت في المقدمة ليست كما ذكر إنها كأي أرض من بقاع الأرض؛ إلا أن الاستغاثة لأجل بنات الدين والإسلام…
اليوم كما تعلمون وتشاهدون وتقرأون كل لحظة إستغاثة من الأرض المقدسة المباركة، والتي هي ثالث أعظم بقعة في الأرض بعد الحرمين الشريفين، ولا مغيث ولا مجير! وكم وكم من القصائد سمعنا وقرأنا، وكم وكم من الصراخ والاستغاثة من تحت الأنقاض شاهدنا، ولا مغيث لا من قريب ولا بعيد والله المستعان…!
الحقيقة لا مقارنة بين الحدثين، ففي الأولى حركهم قوة الإيمان والغيرة، واستجابة طلب النجدة، وجزيرة سقطرى ليست مقدسة، واليوم الأرض المقدسة المباركة تستغيث ولا مجيب، فإنا لله وإنا إليه راجعون…!
لا نملك إلا الدعاء، ونسأل الله المولى العظيم أن يطهّر الأرض المقدسة المباركة، والمسجد الاقصى وما حوله من الغاصبين، وأن يرسل الله جنداً من عنده، ويتحقق النصر والفتح المبين بقدرة الله وعزته، ويرد كيد الكائدين ومن والاهم إلى نحورهم، وأن يجعل تخطيطهم وتدبيرهم ومخططاتهم تدميرهم بإذن الله، والله على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.. رب استجب، رب استجب، رب استجب…