2024
Adsense
مقالات صحفية

تحية السلاح، والكلمة .. للعميد القائد سليمان بن محمد العلوي بمناسبة ذكرى الخامس من يناير

حمود الحارثي

بسم الله خير بدايات الكلام وخير النهايات، وبسم الله حتى يبلغ القلب هداه ويعصي هواه ويستقيم.

في الذكرى السنوية “لحُماة الحق، وحرّاس المبادئ” تتقدمنا أسمى تحايا الإجلال وأعلى مقامات التقدير المشفوعة بأصدق وأزكى عبارات التهنئة لكافة منتسبي شرطة عُمان السلطانية، وعلى رأسهم معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي الموقّر، المفتش العام للشرطة والجمارك، ومساعِديه وكافة القادة والضباط والأفراد، بمناسبة الخامس من يناير، يوم شرطة عُمان السلطانية المجيد.

لقد حظيَ هذا الجهاز منذ النشأة بالحظّ الوافر من الرعاية السامية الكريمة، التي ترجمتها هذه الكلمات المضيئة للسلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-:
(إن مهمة الشرطي وإن كانت صعبة فهي مفخرة، فإن العمل يتطلب منه الإخلاص والأمانة أولاً، ثم مواصلة الجهد بلسانٍ حلو، ووجهٍ بشوش)، وهذا ما كان.

وتفضّل حضرة صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- بشموله ورعايته السّامية الكريمة، احتفال شرطة عُمان السُّلطانية بيومها السنوي في الخامس من يناير، لهو تأكيدٌ وترجمةٌ عميقة لمكانة وأهمية هذا الجهاز الرائد، الذي يحظى على الدوام بتقديرٍ عظيم من لدن القائد الأعلى -أعزه الله- واحترامٌ بالغ من أبناء سلطنة عُمان، وبكل فخر واعتزاز بدوره المثمن عالياً في حفظ الأمن، وصَون منجزات ومقدّرات هذا الوطن العزيز، فكان له من التمكين ما نشهده اليوم من تطوّر على المستوى العالمي في كافة مجالات الخدمات الشرطية، والتي بلا شكّ محل رضىً تامّ من الجميع.

ولأن المناسبات السعيدة تأتي سانحة لتقديم التهاني والتبريكات، أجدها كذلك فرصة ثمينة يتجدد معها الشكر والثناء على الجهود الوطنية المخلصة الأمينة لرجال شرطة عُمان السلطانية عامة، وللعميد القائد سليمان بن محمد العلوي قائد شرطة محافظة شمال الشرقية، ومساعده وكافة ضباط المراكز والوحدات، ومديري الإدارات والأقسام، ومنتسبي قيادة شرطة محافظة شمال الشرقية خاصة، وشرطة عمان السلطانية بكافة تشكيلاتها عامة.

فحين يقف بنا الزمن عند ذِكر بعض القادة العسكريين الأوفياء المخلصين، تحلّق بنا الكلمات عالياً بأجنحتها لتضيء سماء محافظتنا شمال الشرقية الآمنة المطمئنة.

هذه القامة التي قلّما يجود الزمان بمثلها، فهو فارس الميدان أينما وجد وكيفما كان، عرفناه قائداً عسكرياً تعلو مُحيّاه الهيبة والوقار، دمِثُ الخلُق، ممتزجاً بتواضع الكبار.

عرفناه شاعراً غيوراً سليط حدّ السيف على كل من يتعرض لهذا الوطن وسلطانه، لا يفتأ عن الترنّم فيه شعراً أصيلاً في كل مناسبة، وفي كل ردّ.

كيف لا وشِعره بلسان الحال ترجمان لمشاعره المتدفقة حُباً وعشقاً لوطنه الكبير سلطنة عُمان وقائدها المفدّى:
قسماً برب الكون يا أرض العُلا
ستريننا أسدٌ على الميدان.

سنذود عنكِ بروحنا وسلاحنا
في كل معترك، وكل زمان.

لن تنحني رايات عزكِ لحظة
فالريح جندكِ، والفضاء عُماني.

وفي ردٍّ آخَر له محذراً بعض من تطاول على عماننا الغالية:

هذي عُمان أيا من كنتَ تجهلها
فاحذر من البحر، واحذر لعنة الغرق.

هذي عُمان فكن من بطشها حذراً
كم أدبت من عدوٍّ غاشم وشقي.

وقوله:
قسماً سنحرس من مسندم مجدها
حتى ظفار العزّ دون تواني.

بل نخلع الأرواح من أجسادنا
ونفتت الأكباد في الميدان.

هذي عُمان الحب وسط قلوبنا
تجري كنهر داخل الشريان.

والحب للأوطان ليس حكايةً
بل راسخ في قلب كل عماني.

عرفناه دقيق الملاحظة، سريع البديهة، شخصية بروتوكولية في المناسبات الرسمية من الطراز الرفيع، له حضوره المميز بهيبته العسكرية التي يصحبها حصافة الفكر، وثاقب الرؤية، كما عرفناه شاعراً أديباً داعماً لجهود الكُتّاب، والشعراء والمثقفين.

عرفناه قائداً عسكرياً في ميادين العزة والشرف، وبحّاراً ماهراً يمخر عباب بحور الشعر، فما كان لنا إلا أن نعتز ونفتخر به أينما كُنّا وحيثما وُجدنا.

لقد أثلج صدورنا وكل العُمانيين على مداخلته الكبيرة خلال انعقاد ندوة مجالس البلدية، وغيرته على وطنه، والتصدي لمن يمسّ سلطنة عُمان، وتاريخها الكبير، ورموزها وإرثها الحضاريّ الذي يمتد لآلآف السنين رغم أنف الناكرين.

ومِسك الختام، نسأل الله تعالى لكافة منتسبي شرطة عُمان السلطانية تحت ظلّ القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم القائد الأعلى -حفظه الله ورعاه- مزيداً من التقدم والازدهار، وكل الشكر والتقدير لمعالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك الموقر، على قيادته لهذا الجهاز الكبير، وإشرافه على تحديث المنظومة الشرطية ليصبح جهاز الشرطة جهازاً عصرياً ينافس أجهزة الشرطة في الدول المتقدمة، وأصبح الأمن والأمان في بلدنا سلطنة عُمان متقدماً على الدول الأخرى رغم إمكاناتها، وخبراتها وتاريخها.

شكراً لشرطة عُمان السلطانية في يومها السنويّ، وشكراً للبواسل حماة الحقّ والمبادئ أينما وجدوا.

شكرا لقيادة شرطة محافظة شمال الشرقية، وعلى رأسها العميد القائد سليمان بن محمد العلوي شاعر الوطن، وكافة منتسبيها في محافظتنا العريقة على مالمسناه منهم من الجهود الكبيرة، والتعاون مع الجميع.

٥ يناير ٢٠٢٤م

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights