السابع من أكتوبر
زينب بنت حمد الراشدية
تعزُّ عليَّ فِلسطين، تعزُّ عليَّ أحزانُها، بسم الله على فِلسطين حتى يطمَئن فؤادُها.غزة حُرة أبيّة؛ فهي التي يحقُ لها البقاء والحياة لِنسائها ورجالها، أطفالها وشبابها وشيوخها، وكُل من عليها حتى الشجر والحجر؛ حتى قالها الناطق الرسمي لكتائب القسام “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ، ولعنة العقد الثامن ستحلُ عليهم”.
في السادسة صباحًا بتوقيت غزة، الموافق السابع من أكتوبر، وبدون سابق أنذار حققت المقاومة عمليه اجتياح بشكل درامي، وسيناريوهات غير مسبوقه، اقتحام لعدد كبير من المستوطنات الاسرائيلية مثل المجمعات، واختطاف الرهائن، والكثير؛ فهذا آثار ضجيج العالم في الشاشات، كانَ ينتشر فرحًا وتكبيرًا، حيث أطلق على هذه العمليه بداية “طوفان الأقصى” والذي كان حافِلًا بانتصارات مُشرفة لِكُل فلسطيني وعربي.
وبعدها أعلنت الصهاينة الحرب على غزة، وهُم في حالة رُعب وهلع من الذي حصل في السابع من أكتوبر، وهي تُردد هذا اليوم كصاعقة تقلبهُم رأسًا على عقِب وهم في اضطراب نفسي، ولا زالو يُعانون!
فالصهاينة كُل قوتهم على المواطنون المدنيون؛ قصف يتلوا تفجير وقتل وتهجير، تحولت غزة إلى حُطام ورُكام، آلاف الشُهداء والإصابات، والجرحى دمائهُم اختلطت بِتُراب غزة.
تبقى غزة عزيزة في دماء يحيى السنوار؛ فهو أحد الشخصيات المؤسسة لحركة حماس، والذي أفنى حياته في التضحيات لأجل إعلاء كلمة الحق ورفع الظلم والحصار عن غزة، من داخل السجون وبعد خروجة منها أصبح كيدهُ عظيم وعزيمته أقوى، حتى أعلن عن طوفان الأقصى.
وأبو عُبيدة هو الظلام والشخص الذي يُرعب اليهود الصهاينة، والذي يجعلهُم يخضعون لهُ ليتنازلوا عن كُل مطالبهُم وظلمهم، فخطط مع رفاقه المناضلون البواسل، ووجه ونفذوا هذه المهام بشكل احترافي ومتقن؛ ليقتحموا مكان العدو وبث الانكسار في نفوسهُم، ويرسلوا رشقات صاروخية، ويضعوا الكمائن للعدو، ويصيبوا ويفجروا؛ كله لأجل غزة وثأر عن دم وأرواح الشُهداء.
ولا زالت هذه الحرب إلى وقتنا هذا مُستمرة ولا أحد استطاع أن يُحرك ساكِنًا ويقف هذا الظُلم والعدوان والانتهاكات لحقوق الإنسان؛ فالعدو لا يفرق بين أي شي يوجد في غزة، لا إنسان ولا حيوان، ولا نبات ولا معالم، كُلها اندثرت وساوت الأرض، غزة بلا ماء ولا عذاء ولا دواء، ولا حتى الهواء يُسعِفهُم! لكن ناضلوا وجاهدوا للبقاءِ في موطِنهم أعزاء دونَ تهجير وتشريد بين المعابِر، باتوا في الملاجئ والمُخيمات في أوضاع صعبة، ودون أي مقومات الحياة.
غزة أصبحت هي عاصمة كُل الدول حتى اتخذناها موقِفًا ومدرسةً في كُل حياتنا، وأبنائها هُم مُعلميها، أرادوا النصر أو الاستشهاد، فلا حياة ولا كرامة في الذل والهوان تستمر! فنحنُ مُستعدون للشهادة لكن لا نرضى بغير موطننا أرضًا؛ فغزة ستُحرر وستنتصر بإذن الله، ستُزغرط حروفنا بعدها فرحًا وتكبيرًا بالحمد لله، سنطُل من فوق النخيل نخيلا ليهدموا كل المآذن فوقنا، نحن المآذن، فاسمع التهليلا، والله أكبر.