د. علي ساجد
جامعة ملايا
ما هي نظرتنا للعام الجديد 2024؟ وماذا نتوقع أن نحصل عليه؟ هل ندرك الأهمية العظمى لوجود رسالة واضحة ومحددة في حياتنا؟ ما هي الخطوات اللازمة لصياغة رسالتنا العلمية والعملية؟ يجب علينا أن نغير معتقداتنا وقناعتنا السلبية التي مررنا بها في عام 2023. يجب أن نكون أصحاب عزيمة، ونحذر من الأوهام واتخاذ القرارات السلبية في عام 2024، وأن نضع بصمةً في حياتنا العلمية والعملية نذكر بها بعد مماتنا، وعليه يجب أن نركز على تسعة مرتكزات أساسية نطبقها في عام 2024، هذه المركزيات هي مركزية الزوج والزوجة، مركزية العشيرة، مركزية الأموال، مركزية المتعة، مركزية العدو، مركزية الصديق، مركزية العمل، مركزية الذات، هذه المركزيات التسع إذا حافظنا عليها والتزمنا بها فإننا سنتخلص من سلبياتٍ قد مضت علينا في عام 2023، ولدينا أهم وأقوى مركزية من هذه المركزيات التسعة، ما يسميها الغرب مركزية المبادئ والقيم الإنسانية، إنها مركزية المبادئ والقيم الإسلامية القرآنية، فعندنا قاعدة عميقة للقيم الإسلامية وهي التعظيم، الممارسة، التطبع، التفكير، الاهتمام… إلخ، فأين نحن من هذه القواعد؟ الرسالة في حياتنا تمثل أعمق وأفضل ما بداخلنا يجب الحفاظ عليها والارتقاء بها أخلاقياً حتى نحقق كل المبادئ والأهداف في حياتنا في العام الجديد، أن نعمق مبدأ الصدق في كل شؤون حياتنا، أن أكون متسامحاً مع كل من حولي، مُسخّراً كل نجاحي هو من نجاحات الآخرين.
ثم إن هذه المركزيات لها سلوكيات فاسدة إذا سيطرت على الأنفس فإنها سوف تدمّر كل المجتمعات وتصبح مركزيات السلوك الفاسدة والخاطئة، يصبح شعارها وهمها الاعتداء على الآخرين بالظلم، والسرقة، والانحلال الأخلاقي، فهذه السلبيات يجب التخلص منها في عام 2024م.
لذا علينا التخلص من بقاء الملفات السلبية التي كانت في عام 2023 فإنها السبب الرئيسي لتدمير طاقة الشخص والمجتمع والعالم بأسره، إنها السبب للقلق على مستقبلنا ومستقبل الأجيال، إنها السبب الرئيسي لتمزيق العلاقات والاضطراب النفسي بين المجتمعات، إنها سبب حقيقي للإخفاق وعدم تحقيق الأهداف في الحياة على مستوى الفرد والمجتمع والدولة والعلاقات الدولية، التعلق بالماضي والتفريط فيه، فإنه سيكون عائقاً يجب أن نتخلص منه ومن كل مآسي وسلبيات 2023، لكي ننطلق في عام 2024 انطلاقةً جديدة كلها طاقة وحيوية وإيجابية، علينا مسح جميع الملفات والقناعات السلبية، وأن نحقق أعلى مستويات السعادة والراحة النفسية إذا تخلصنا من الملفات السيئة والسلبية، علينا الانطلاق تجاه الأهداف المستقبلية بعزيمة وإرادة التخلص من الماضي المؤلم، ومهدرات الطاقة التي تدمّر البشرية، وعلينا تكوين وتعزيز العلاقات الإيجابية مع الآخرين بأحد أركان الرسالة الحياتية، وهي الإسهامات بحبّ، والحفاظ على القيَم الحياتية التي نصّ عليها الإسلام، أصلِح ما بينك وبين الله، أصلح ما بينك وبين الخلق، واصطلح مع نفسك وأهلك وكل من حولك، ليكن ذلك شعارنا، ويجب علينا أن نكتشف مركزياتنا العظيمة وأخلاقيات وقيم الإسلام، ومنها الأمانة والحكمة والقوة بكل أشكالها، فهي قوة في حياتنا كما قالت ابنة شعيب -عليه السلام- {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} القصص، الآية (26). فنحن اليوم بحاجة إلى الأمانة وكل شُعب الإيمان ومرتكزاته، فهي القوة في النجاح والحفاظ على الكليات الخمس: الدين، النفس، العِرض، المال، النسل.
