دواليب

عبير بنت سيف الشبلية
وقفتْ أمام الدولاب، تأملتْ جميع الفساتين المعلقة المختلفة الأشكال والألوان، احتارتْ أيّها تختار؟ الفستان الأحمر والضيق والطويل والقصير، تحب الفساتين بدون استثناء، لكنها تعشق الأزرق الذي كان هدية منه لها. انبسط وجهها فرحاً وسروراً، سريعاً أخرجتْ فستانها من الدولاب، حتى جاءتْ تختال بفستانها الجميل.
نظر إلى وجهه في المرآة.
اقترب منها، أعطاها المرآة، ثم طلب أن تنظر أيضاً في المرآة، أظهر حماساً بالغاً.
أتى بما يحيّر ويثير دهشتها، ابتسَم، ثم همس لها: هذا أنا حينما أنظر في عينيك، أرى فيها نفسي.
اتسعت عيناها، أربكها وأثار فيها الذهول، وقد بدأت نشوة التهلل والفرح تلعب بعواطفها. أمره يحيرني، يثير استغرابي.
هو مستقلٌ بذاته، لا يخشى الفتن، ولا يتأثر بسهولة، وفي دواخله يعشق الحرية، جريئٌ بلا قيود.
وأشدّ ما يأسرني في قلبه حنوٌّ دافئ.
استغرقت في التفكير: وكأن المطر انهمر في ليلة عاصفة، قهوة بالحليب، نتبادل أطراف الأحاديث والحكايا، نخوض فيها جميعاً، كل واحد من جهة.