2024
Adsense
الخواطر

ابجديات مشاعر

عبدالله بن حمدان الفارسي

كيف تطرقين نوافذ عقلي، وأبواب قلبي مشرعة لك، فقد تبلورت مشاعري نحوك في كياني كله، وتجسدت معالم ذكراك في مخيلتي، رغم توتر النبضات وتناحرها في جوفي، إلا أن جنوني العاطفي يجرفني إلى هاوية عدم الاتزان، هو ذاته من يحتوي على مكونات التعقل والهدوء بداخلي، ما إن أتفهم أبجديات المشاعر الرائعة نحوك، إلا وتعزفني مزامير الود عند ضفاف قلبك، لتسترخي تسابيح الفرح، وهي تتعرى من صمتها حين يئن وتر الشوق عليك ، وستجدين وقتها بأن جماليات الوجود تعانق أفكارك وتلامس مشاعرك.

صدقا لا زيفا عندما تأتي روحانيات الزمن تفتش عنك ما بين أروقة قلبي لن تجدك فيه، فقد اجتاحت تفاصيلك كل حدود اللا ممكن، وقد تمكنت من التوغل إلى ما هو متاح وغير ممكن، أنت يا من كنت تأتين زائرة بطيفك خلسة لاقتحام خلوتي، حينها ما كنت سوى زمن على هيئة طفل لعوب، غير آبه بما هو حوله، تسره ملامح عبثك الراقي بمشاعره، وما إن نضجت براعم عقلي حتى استفقت من سبات وجعي، لأدرك أنك استعمرتي كل ما بي من أقصاه لأبعد من أقصاه.

من يطيب له أن يتنفس من أتون عالمك المتأجج سواي، من ذا الذي يتلذذ بوهج نسائم ذكرياته معك، حين تضيق به السبل إليك، يفترش عقلي خيالي، وعلى صهوة الليل تطفو أحلامي، أسرج سراج الأمل لأبحث عنك ما بيني وبيني، لأجدك تدمنين العبث بي على ثغر طفل بريء، أنهكه الشوق لأمه، تبتل مشاعري جفافا وخوفا من رحيلك المر، من اللا عودة، رعبا من التلاشي في غياهب النسيان.

ألتمس الشوق على هوامش الزمن، أبحث عنك ما بين الآهات والمتاهات؛ بحثا عن همسات قلبك، أقرؤك حروفا نابضة، لا أبجدية لها، ولا قواميس تعربها، وما كان لم يكن إلا سرابا أحسبه يقينا، وما لم يكن كان خيالا يعانق فضاءات الوهم، إن انتظاري على محطات الطرق لم تكتمل تفاصيله، لأن وقت وصولك لا زال مدونا على تذكرة السفر قد تم تأجيله.

إن الرحيل عصي على من به شوق واشتياق، والوجع يوجع نفسه حين لا يكون هناك أنات قلب يستأنس بها، لقد سئمت مني أشواقي لك، فلحظات الأنتظار تنهش مشاعري وأفكاري، تتوسد سعادتي؛ لتسلبني وسادة الاسترخاء من تحت عقلي، طرقك على أبواب عقلي لا زال يزلزل ضجيج وجعي، لا ألم يهدأ بها، ولا هدوء ينتعش منها، شيء واحد لا زال يؤنب الحاضر، يجلده بسياط الضمير الحاضرالغائب، أتساءل: كيف لذلك السطر الوحيد على قارعة الورق يحتضن حرفك دون كلل ولا إرهاق ينهكه؟ بينما يستبيح مشاعري وحواسي لبعثرتها على هوامش الأمل، ذابلة خامدة ترتجي الانتشاء بعودتك الميؤوس منها.

يا غارسة بذور الوجع في خاصرة بهجتي، ياعاشقة الآهات والتنهدات على أبواب أفراحي، أعلم أنك تعلمين وتعلمين أكثر مما تعلمين أني أتنفس وجعا، ولكن نرجسيتك العمياء جعلت منك لا تبصرين إلا الظلام دون سواه، وأن النور والفرح لدى غيرك أشلاء ملطخة بأوجاع القهر.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights