لا تكن كالضفدع
حمدان بن سعيد العلوي
تم وضع ضفدع في قِدرٍ مملوء بالماء، على درجة حرارة معينة، ثمّ تم رفع درجة الحرارة ولكن الضفدع قام بإفراز مادة تأقلم بها على درجة الحرارة، بعد ذلك تم رفع درجة الحرارة والضفدع يقوم الضفدع بإفراز المزيد من المادة التي تجعله يتأقلم مع درجة الحرارة، وكلما ارتفعت درجة الحرارة تأقلم معها الضفدع حتى وصلت للغليان مات على إثرها الضفدع.
مع العلم أن القدر كان مفتوحاً، إلا أن الضفدع حاول التأقلم حتى هلك.
هكذا نحن البشر رغم سوء العلاقات.
إلّا أننا نتحمل ونحاول التأقلم مع هذه العلاقات، مع أننا لسنا مجبرين على الاستمرار وتحمُّل تلك الضغوطات، فلا تكن كالضفدع، انجُ بنفسك، واشتري راحة بالك وصحتك، فالحياة السعيدة مكسب، وعليك البحث عن البيئة المناسبة.
كم من تضحياتٍ نقدمها؟ وكم من تنازلات؟ ولكن لا نجد من يقدّر ذلك، كم نهتم لأمر الآخرين ولا نجد ذرة إهتمام من قِبَلهم؟
إذاً: ما الذي يجبرنا على البقاء إلا سوء التصرف والاعتقاد بأننا نستطيع التأقلم أو انتظار تفهُّم الطرف الآخر ليخفض درجة الحرارة لكي لا تهلكنا.
نقول: لا تجبر نفسك على أحد، مهما كنت تأمل أن يتغير للأفضل، فلن يتغير ما دام أنه تعامل معك كما هو حال الضفدع.
لن يجبرك على البقاء إلا معتقداتك وأفكارك، فلن تجد البيئة المناسبة، ولا تحاول البحث عن الأفضل، عليك أن تتحرر من القيود الوهمية، فلا طريق نحو السعادة إلا بقرارك أنت.
ابحث عن السعادة ولا تيأس، فالسعادة ليست فيما تعتقده أنت، فقد تكون بجانبك وأنت لا تفكر بالتغيير، لا تكرر التجارب الفاشلة، بل ابحث عن فُرص النجاح.
الأصدقاء الصالحون هم ثروة الحياة، ضع ميزاناً لكل صديق، ولكَ أن تختار من هو الأفضل، ومن يجب عليك الابتعاد عنه، فمن لا يهتم لأمرك لا تبحث عنه.
لا تلتفت للخلف، وإمضِ نحو الأمام متّجهاً نحو تحقيق أهدافك، كن حرّاً في تصرفاتك، ولا تربط إنجازك بأحد، ولا تعطِ مجهودك لأحد، فهو ملك لك، ومن أراد التقرّب منك فسيبحث عنك.
لا تثمر الأشجار غير ثمارها، فكل شجرة تجود بأصلها، الفواكه بأنواعها لذيذة وغنية بالفوائد، أما الأشواك فستظل على طبيعتها، جارحة ومؤذية ولن تتغير مهما فعلت.
لا تحبس نفسك في قفص الأوهام، بل انطلق نحو الحرية، فالأرض واسعة، والرزق فيها من الله تعالى وفير، فالتتكال على البشر لا يُغني ولا يسمن من جوع، بل عليك بالسعي والتوفيق بيد الله سبحانه.